القطاع المصرفي في الإمارات يشهد نمواً بنسبة 3.9% في الودائع
تعزز خطة التعليم السعودية لعام 2025 تعلم اللغة الصينية، وترعى المواهب الموهوبة
الرياض: سيتعلم حوالي 102 ألف طالب في المملكة العربية السعودية اللغة الصينية سنويًا في المدارس العامة، بينما سيتم افتتاح ثلاث مؤسسات جديدة للموهوبين كجزء من خطط التعليم للمملكة لعام 2025.
ووفقاً لتقرير موازنة وزارة المالية، فقد تم تخصيص 201 مليار ريال سعودي (53.50 مليار دولار) لقطاع التعليم، وهو ما يمثل 16 في المائة من نفقات الحكومة للعام المقبل.
وفقًا لمنصور أحمد، مستشار مستقل في مختلف القطاعات بما في ذلك التعليم: “يعد قطاع التعليم العالي في المملكة العربية السعودية أكبر سوق للتعليم الفردي في منطقة الخليج العربي مع عدد مذهل يبلغ 2 مليون طالب مسجلين في عام 2022.”
وقال: “من الجدير بالذكر أن 95% من هؤلاء الطلاب ملتحقون بالمؤسسات العامة وشبه الحكومية، مما يؤكد الاعتماد الكبير على القطاع العام في التعليم العالي. ويعزى هذا الاعتماد إلى تصور الجودة العالية وفرص العمل التي تقدمها المؤسسات العامة.
ووفقا لأحمد، من المتوقع أن يؤدي تخصيص التمويل الحكومي لهذا القطاع إلى تحويل الطلب على التعليم العالي نحو مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والطاقة المتجددة، مع التركيز بشكل أكبر على البحث والتطوير لمعالجة فجوات المهارات ومواءمة التعليم مع احتياجات سوق العمل.
ويهدف هذا التمويل إلى تعزيز التعليم الشامل، وتعزيز التعلم داخل الأسر والمجتمعات، وتزويد الأفراد بالمهارات اللازمة للتنمية الوطنية واستعداد القوى العاملة.
أُعلن في سبتمبر/أيلول أن المملكة العربية السعودية بدأت تدريس اللغة الصينية لطلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة لتزويد المتعلمين بمهارات قيمة وتعزيز التقدير الثقافي.
ويتعلم التلاميذ الآن لغة الماندرين، حيث يقوم 175 معلماً بتدريس اللغة كجزء من اتفاقية بين المملكة والصين. ويهدف البرنامج إلى تحسين فرص العمل والفرص الأكاديمية، وخاصة للراغبين في الدراسة في الجامعات الصينية.
وتتوافق هذه المبادرة مع الرؤية السعودية 2030 والنفوذ العالمي المتنامي للصين، مما يعزز العلاقات التجارية والثقافية بين البلدين، وفقًا لوزارة التعليم.
بدأ البرنامج بمدارس تجريبية وسيتوسع تدريجياً ليشمل طلاب المدارس الثانوية بحلول عام 2029. وينظر المعلمون من كلا البلدين إلى هذه المبادرة على أنها “مربحة للجانبين”، حيث تعزز التبادل الثقافي وتعزز التواصل بين البلدين.
تشمل المشاريع الرئيسية لقطاع التعليم في المملكة العربية السعودية في عام 2025، كما هو مذكور في ميزانية المملكة للسنة المالية القادمة، زيادة معدل الالتحاق برياض الأطفال إلى 40 بالمائة للمساعدة في تحقيق هدف رؤية 2030 بنسبة 90 بالمائة مع تلبية الحاجة إلى أعضاء هيئة تدريس متخصصين.
وهناك أيضًا خطط لتوسيع التحاق الطلاب ذوي الإعاقة وبناء قاعات رياضية للفتيات في المدارس العامة.
ووفقاً لأحمد: “في المملكة العربية السعودية، هناك ما يقرب من 293000 طفل يعانون من إعاقات مختلفة. ويهدف برنامج التحول الوطني 2020 إلى ضمان استفادة 200 ألف طفل من ذوي الإعاقة الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عاماً من برامج التعليم التخصصي وخدمات الدعم.
وأشار أحمد إلى أنه بموجب حقوق الطلاب ذوي الإعاقة والمشاركة المتساوية في التعليم أو RSEPI، يُضمن لجميع الأطفال ذوي الإعاقة في المملكة العربية السعودية التعليم المجاني والمناسب، بما في ذلك خطط التعليم الفردية وبرامج التدخل المبكر والخدمات الانتقالية.
كما أبرز اهتمام القطاع الخاص المتزايد بهذا المجال، والذي تجسد في استحواذ “أمانات” على حصة 60 بالمائة في شركة التنمية البشرية مقابل 220.3 مليون ريال.
تعد الشركة مزودًا رئيسيًا لخدمات التعليم والرعاية الخاصة في المملكة، حيث تدير تسع مدارس و22 مركزًا للرعاية النهارية وعيادات إعادة التأهيل في ست محافظات.
وتهدف المملكة إلى رفع نسبة مؤسسات التدريب المعتمدة إلى 39 بالمائة مع إنشاء ثلاثة مرافق أكاديمية جديدة مخصصة لرعاية الطلاب الموهوبين في مجالات مثل الرياضة والتكنولوجيا، مع افتتاح مدرسة واحدة في الرياض.
يعكس تركيز المملكة العربية السعودية على التعليم والاستثمار الكبير في هذا القطاع التزامها بتنويع اقتصادها وتمكين شبابها للمساهمة في نمو المملكة المستقبلي.
ويأتي هذا التركيز على التعليم مدفوعًا بأهداف رؤية 2030 طويلة المدى للبلاد، والتي تسعى إلى الانتقال بعيدًا عن الاعتماد على النفط وإنشاء اقتصاد قائم على المعرفة.
لقد أدركت المملكة العربية السعودية أن التعليم يلعب دوراً مركزياً في تشكيل مستقبل مواطنيها، وخاصة جيل الشباب. وقد أدى ذلك إلى سلسلة من الإصلاحات الرامية إلى تحسين جودة التعليم المدرسي، وزيادة فرص الحصول على التعليم، وتعزيز المهارات المتخصصة.
وبينما تسعى المملكة إلى تعزيز الصناعات غير النفطية، هناك حاجة واضحة لقوى عاملة ماهرة في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والرعاية الصحية والترفيه.
كما تعمل الحكومة السعودية على تشجيع التعاون الدولي في قطاع التعليم لتعزيز قدرتها التنافسية العالمية. على سبيل المثال، يشكل فتح فروع لجامعات مرموقة، مثل جامعة ولاية أريزونا، جزءا من استراتيجية أكبر لرفع مكانة البلاد في تصنيفات التعليم العالمية.
ويهدف هذا إلى تزويد الطلاب بإمكانية الوصول إلى التعليم ذي المستوى العالمي وجذب المواهب الدولية إلى المملكة.
أهم إنجازات 2024 لقطاع التعليم
ويظهر تقرير ميزانية وزارة المالية أن الاستثمار الكبير في قطاع التعليم في المملكة لعب دوراً رئيسياً في الإنجازات الملحوظة للقطاع.
على سبيل المثال، تم تصنيف ثلاث جامعات سعودية الآن ضمن أفضل 200 جامعة على مستوى العالم، مع تقدم جامعة الملك سعود إلى قائمة أفضل 100 جامعة في تصنيفات شنغهاي المرموقة.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت نسبة خريجي التعليم العالي الذين يدخلون سوق العمل خلال ستة أشهر من التخرج إلى 43%، مقارنة بـ 32% في عام 2023، مما يسلط الضوء على جهود الدولة لتحسين الاستعداد الوظيفي بين الخريجين.
وتعمل المملكة العربية السعودية أيضًا على تعزيز مصداقية مؤسساتها التعليمية، حيث حصلت أربعة مرافق تدريب على الاعتماد المؤسسي لدعم برنامج تنمية القدرات البشرية ورفع مستوى التعليم الوطني العام.
وعلى صعيد البنية التحتية، تم إدراج ثلاث مدن سعودية – المدينة المنورة، والأحساء، ومدينة الملك عبد الله في ثول – في شبكة اليونسكو لمدن التعلم.
وتهدف هذه المدن إلى تعزيز بيئة تعليمية أكثر شمولاً وشمولاً، وتوفير الفرص التعليمية لجميع الأعمار والمساعدة في تزويد المواطنين بالمهارات اللازمة للتنمية الوطنية ومشاركة القوى العاملة.
علاوة على ذلك، تعمل المملكة العربية السعودية على توسيع قدراتها في مجال البحث والتطوير من خلال إنشاء 40 مركزًا مخصصًا للابتكار والتكنولوجيا والإبداع.
وستعمل هذه المراكز على تعزيز البحث وريادة الأعمال، مما يغذي نمو الأفكار والاختراعات الجديدة. وفي عام 2024، شهدت المملكة زيادة بنسبة 10% في تسجيل الطلاب الموهوبين، حيث يشارك الآن 28,264 طالبًا في البرنامج الوطني للتعرف على الموهوبين.
بالإضافة إلى ذلك، حصلت الدولة على ست جوائز دولية في مجالات مثل النشاط الفني والابتكار والتعليم.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية المادية، تستثمر المملكة العربية السعودية بكثافة في بناء مرافق تعليمية جديدة. تعمل مبادرة الشراكة بين القطاعين العام والخاص على تطوير 30 مدرسة في المدينة المنورة لإنشاء مرافق تعليمية حديثة وفعالة.
وفي نوفمبر، أعلنت شركة بي دبليو سي الشرق الأوسط عن استحواذها على شركة إمكان للتعليم، وهي شركة استشارية سعودية متخصصة في الخدمات الاستشارية للتعليم وتنمية المهارات. ويُنظر إلى هذه الشراكة على أنها خطوة مهمة نحو بناء نظام تعليمي جاهز للمستقبل في المملكة.
وتضيف عملية الاستحواذ المتخصصين ذوي الخبرة لدى إمكان، بما في ذلك ثلاث قياديات سعوديات بارزات في مجال التعليم، إلى ممارسات التعليم في شركة برايس ووترهاوس كوبرز في الشرق الأوسط.
ومن شأن هذا التكامل أن يعزز القدرات الإقليمية لشركة بي دبليو سي ويدعم هدف المملكة العربية السعودية المتمثل في تعزيز الابتكار وتمكين المواطنين ودفع التحول الاقتصادي.
اكتشاف المزيد من اشراق اون لاين
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.