أهم الأخبار

خلافات آيديولوجية جمهورية تعرقل المشروع «الكبير والجميل»


لا يزال الطريق أمام مشروع الموازنة «الكبير والجميل» طويلاً ومحفوفاً بالصعاب والخلافات. فبعد أن أقره مجلس النواب بأغلبية بسيطة إثر تصويت 215 لصالحه مقابل معارضة 214، يتخبط نص المشروع في مجلس الشيوخ، حيث يواجه خلافات جمهورية آيديولوجية عميقة حيال تكلفته، ما ينذر بمفاوضات حادة وتسويات مرتقبة يسعى فيها الحزب جاهداً لتسليم المشروع متكاملاً موحداً بين المجلسين للرئيس الأميركي دونالد ترمب بحلول 4 يوليو (تموز) يوم الاستقلال الأميركي.

لكن الخلافات بشكلها الحالي، تقلق قيادات الحزب، خصوصاً في مجلس الشيوخ، حيث على زعيم الأغلبية الجمهورية جون ثون ضمان 51 صوتاً لصالح المشروع لإقراره، في مجلس يتمتع فيه الجمهوريون بـ53 صوتاً مقابل 47 ديمقراطياً. وهذا ما تحدث عنه ثون الذي قال لدى عودة المجلس للانعقاد بعد أسبوع من الإجازة التشريعية: «على المشروع أن يحاكي مشروع مجلس النواب بشكل كبير، لأن لدى الجمهوريين هناك أغلبية هشة… لكن هناك بعض الأمور التي يريد بعض أعضاء مجلس الشيوخ إضافتها إلى المشروع أو تعديلها».

صقور الموازنة بمواجهة المعتدلين

زعيم الأغلبية الجمهورية في الشيوخ جون ثون يتحدث مع الصحافيين – 2 يونيو 2025 (أ.ف.ب)

هذا اعتراف ضمني بأن الأصوات التي يحتاج إليها المشروع للإقرار في مجلس الشيوخ غير موجودة بشكله الحالي الذي أقره مجلس النواب، فمن جهة يقف «صقور الموازنة» على أهبة الاستعداد لصد المشروع، منددين بغياب ما يكفي من اقتطاعات فيدرالية توازن الدين العام، وعلى رأس هؤلاء السيناتور رون جونسون، وهو من أشد مناصري ترمب، الذي يقول إن حزبه لا يقوم بما يكفي للتطرق لدين البلاد، مكرراً تقييم البعض بأن المشروع سيزيد من العجز في الميزانية بـ2.7 تريليون دولار في عام 2034، مطالباً بمزيد من الاقتطاعات الفيدرالية التي وصلت في المشروع الحالي إلى تريليون ونصف التريليون دولار.

السيناتور الجمهوري رون جونسون يتحدث مع الصحافيين – 2 يونيو 2025 (أ.ف.ب)

ورغم أن معارضة سيناتور واحد كجونسون ليست كافية لعرقلة إقرار المشروع، فإنه ليس الوحيد في صف المعارضة، فإلى جانبه يقف السيناتوران ريك سكوت ومايك لي، بالإضافة إلى راند بول الذي يرفض زيادة سقف الدين العام إلى 4 تريليونات والموجودة في نص المشروع الحالي.

هذا يعني أن هامش المناورة لدى زعيم الأغلبية ضئيل جداً، فالديمقراطيون تعهدوا بالتصدي للمشروع «بكل ما لديهم» من قوة، بحسب زعيمهم تشاك شومر، فيما هدد المعتدلون من الحزب الجمهوري كسوزان كولينز، برفض أي اقتطاعات جديدة، خصوصاً في ظل الجدل حول التخفيضات ببرنامج الرعاية الصحية الرسمي (ميديكايد)، ومعارضة البعض لإلغاء نحو 550 مليار دولار من الإعفاءات الضريبية لمشاريع الطاقة النظيفة.

عودة إلى مجلس النواب

رئيس مجلس النواب رون جونسون بعد إقرار مشروع الموازنة في المجلس – 22 مايو 2025 (أ.ف.ب)

باختصار، سيولد هذا المشروع مواجهة لا مفر منها بين المحافظين من الحزب والمعتدلين فيه، وحتى لو تمكن ثون من تخطي الخلافات وتوحيد الصف من خلال فرض تعديلات على نص المشروع، يبقى التحدي موجوداً في مجلس النواب الذي عليه بالتالي أن يمرر النسخة طبق الأصل من المشروع عبر التصويت عليه مجدداً، وهي مهمة ستقع مجدداً على عاتق رئيس مجلس النواب مايك جونسون الذي لا يزال يلتقط أنفاسه بعد مشوار المشروع الطويل في المجلس والذي خرج منه بانتصار مؤقت.



المصدر


اكتشاف المزيد من اشراق اون لاين

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق اون لاين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading