اقتصاد

المملكة العربية السعودية تعزز البنية التحتية الصحية بخمسة مستشفيات جديدة وزيادة الميزانية


الرياض: من المقرر أن تفتتح المملكة العربية السعودية خمسة مستشفيات جديدة بحلول عام 2025، مضيفة 963 سريراً في المحافظات الرئيسية كجزء من تخصيص ميزانية أوسع بقيمة 260 مليار ريال سعودي (69.3 مليار دولار) لقطاع الصحة والتنمية الاجتماعية.

ويغطي هذا التخصيص، الذي يمثل ثاني أكبر حصة من الإنفاق الحكومي، مجموعة واسعة من المبادرات، بما في ذلك زيادة الطاقة الاستيعابية للسرير إلى 23 سريرًا لكل 10000 ساكن في المحافظات المستهدفة، على النحو المبين في تقرير موازنة وزارة المالية.

وتشمل المرافق الجديدة، التي تقع في رجال ألمع، وظهران الجنوب، وحائل، ومكة المكرمة، والرياض، مستشفى متخصصًا للصحة النفسية في العاصمة. وتهدف هذه المشاريع إلى تعزيز الوصول إلى الرعاية وتحسين البنية التحتية للرعاية الصحية في جميع أنحاء المملكة.

وتشمل المبادرات الأخرى لعام 2025 خدمات الطوارئ، وبرامج الكشف المبكر، ورعاية مرضى السرطان، وخدمات غسيل الكلى الموسعة، مما يسلط الضوء على نهج شامل للرعاية الصحية يركز على الوقاية والتدخل المبكر والبنية التحتية الحديثة.

وبالإضافة إلى الرعاية الصحية، ستدعم هذه الأموال أيضًا إدارة الموارد البشرية والخدمات الاجتماعية، بما في ذلك الضمان الاجتماعي والرعاية الاجتماعية.

كما ستمتد إلى القطاعات الثقافية والإعلامية والرياضية والترفيهية، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج جودة الحياة. وهذا يؤكد النهج الشمولي الذي تتبعه المملكة العربية السعودية، والذي يعترف بالترابط بين الصحة والتنمية الاجتماعية.

تطورات الرعاية الصحية

خطت المملكة العربية السعودية خطوات كبيرة في تطوير قطاع الرعاية الصحية كجزء من رؤيتها الأوسع لتحسين رفاهية مواطنيها والمقيمين.

على مدى العقد الماضي، استثمرت المملكة بكثافة في تحديث البنية التحتية للرعاية الصحية، وتوسيع الخدمات الطبية، وتحسين الوصول إلى الرعاية الجيدة على الصعيد الوطني.

ومع مبادرات مثل رؤية 2030، التي تحدد أهدافًا طموحة لتنويع الاقتصاد وتعزيز الخدمات العامة، أصبح قطاع الصحة مجالًا رئيسيًا للتركيز.

وقد أعطت الحكومة الأولوية لتوسيع التغطية الصحية، وتحديث المستشفيات والعيادات، وتنفيذ التقنيات المتقدمة مثل السجلات الصحية الإلكترونية وخدمات التطبيب عن بعد.

بالإضافة إلى ذلك، تركز المملكة العربية السعودية بشدة على الرعاية الصحية الوقائية والتشخيص المبكر وبرامج العلاج المتخصصة، وكلها تهدف إلى تقليل عبء المرض وتحسين نوعية الحياة.

الاستثمارات الرئيسية

وأشار تقرير الوزارة إلى أنه سيتم تجهيز المستشفيات الجديدة بأحدث المعدات الطبية، وسيتم توظيف متخصصين ماهرين في الرعاية الصحية لتلبية الاحتياجات الصحية للسكان وتحسين جودة الرعاية.

ولتعزيز الخدمات الطبية الطارئة، تخطط المملكة العربية السعودية لنشر 568 مركبة، بما في ذلك سيارات الإسعاف والمركبات الكهربائية والوحدات البرمائية.

وستلعب هذه المركبات دورًا حاسمًا في نقل المصابين والإمدادات الطبية، وتعزيز الاستجابة الشاملة لخدمات الرعاية الصحية، خاصة في المناطق النائية وأثناء حالات الطوارئ. وسيضمن هذا الأسطول الشامل الرعاية الطبية في الوقت المناسب وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية في جميع المناطق، بغض النظر عن التحديات الجغرافية.

الابتكارات الصحية

كما سيعطي قطاع الصحة الأولوية للفحص المبكر للمواليد والأطفال الصغار في عام 2025، بهدف الحد من الإعاقة وتحسين نوعية الحياة بشكل عام.

ويشمل ذلك تنفيذ برامج فحص حديثي الولادة للكشف عن ضعف السمع والاضطرابات الوراثية.

وسيتم إنشاء قاعدة بيانات شاملة تربط بين القطاعين العام والخاص لضمان التشخيص والتدخل المبكر.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم دمج فحوصات السمع لمرحلة ما قبل المدرسة مع نظام نور لتحسين النتائج التعليمية للأطفال، ودعم التحديد المبكر للمشكلات الصحية التي يمكن أن تؤثر على التنمية.

وفي محاولة للحد من الإصابة بسرطان عنق الرحم، ستقوم المملكة بزيادة تغطية التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري للفتيات، مستهدفة معدل التطعيم بنسبة 90 بالمائة.

وسيوفر البرنامج اللقاحات للفتيات في السنة الأولى من المدرسة المتوسطة ويقدم خدمات الكشف المبكر للنساء بعمر 30 عامًا فما فوق. وستتم إحالة الحالات الإيجابية إلى برامج الفحص المبكر لسرطان عنق الرحم، بهدف منع انتشار فيروس الورم الحليمي البشري وتحسين الصحة العامة بشكل عام من خلال الكشف عن الفيروس ومعالجته مبكراً.

وتقوم المملكة أيضًا بتوسيع خدمات رعاية مرضى السرطان من خلال تطبيق نموذج رعاية حديث عبر ثلاثة مراكز جديدة لعلاج الأورام.

ويشمل ذلك توسيع قدرات الكشف المبكر عن السرطان وتوفير أحدث المعدات التشخيصية لتحسين دقة وسرعة التشخيص.

وبالمثل، ستشهد خدمات غسيل الكلى في مستشفيي حريملاء وجازان العامين توسعًا كبيرًا، مع زيادة القدرة الاستيعابية لكل منشأة بنسبة 200 بالمائة. وستتلقى هذه المراكز تمويلًا كبيرًا – 10 ملايين ريال سعودي لمدينة حريملاء و30 مليون ريال سعودي لجازان – لضمان الرعاية المتقدمة واستيعاب المزيد من المرضى الذين يحتاجون إلى غسيل الكلى.

وبالتوازي مع هذه التوسعات الخدمية، تعمل المملكة على تعزيز قدراتها في مجال الإخلاء الطبي من خلال تطوير وتفعيل مراكز الإخلاء الطبي، ومراكز القيادة والسيطرة، وخدمات الإسعاف المتطورة في جميع أنحاء البلاد.

ومن الجدير بالذكر أن المركز الوطني لعمليات الطوارئ الصحية قد حصل على اعتراف من منظمة الصحة العالمية لكفاءته واستعداده، مما يضع المملكة العربية السعودية كشركة رائدة في إدارة أزمات الرعاية الصحية والاستجابة لحالات الطوارئ.

إنجازات الرعاية الصحية

وأبرز تقرير موازنة وزارة المالية إصدار 113 مليون وصفة طبية إلكترونية عبر خدمة وصفتي، مما أدى إلى توفير 1.3 مليار ريال وخفض التكاليف بمقدار 2.4 مليار ريال.

خدمة وصفتي هي منصة إلكترونية للوصفات الطبية أطلقتها وزارة الصحة السعودية. يتيح للأطباء وصف الأدوية إلكترونيًا، ليحل محل الوصفات الورقية التقليدية.

تعد هذه الخدمة جزءًا من الجهود الأوسع التي تبذلها المملكة العربية السعودية لرقمنة خدمات الرعاية الصحية وتحسين الكفاءة. ومن خلال هذه المنصة، يمكن إرسال الوصفات الطبية مباشرة إلى الصيدليات، مما يسهل العملية لكل من المرضى ومقدمي الرعاية الصحية. كما أنه يعزز تتبع الأدوية، ويقلل من أخطاء الوصفات الطبية، ويساعد في إدارة تكاليف الرعاية الصحية بشكل أكثر فعالية.

وشهدت خدمات الطوارئ تحسناً بنسبة 20 بالمائة في زمن الاستجابة، مما عزز جهود إنقاذ الأرواح من خلال خدمات الإسعاف والنقل الجوي الأكثر كفاءة.

وتوسعت التغطية الصحية، حيث بلغ عدد المستفيدين 12.5 مليون شخص، كما انخفض عدد تحويلات المرضى خارج المناطق المحلية.

وتم تعزيز الكفاءة التشغيلية، مما أدى إلى زيادة بنسبة 27 بالمائة في العمليات الجراحية المجدولة وتحسين إمكانية الوصول إلى خدمات الطوارئ بنسبة 91 بالمائة في غضون أربع ساعات.

وقد زاد توطين الاختبارات المتخصصة بنسبة 13.1 في المائة، مما قلل الاعتماد على المختبرات الخارجية وخفض التكاليف على المدى الطويل.

كما ازدهرت خدمات طب الأسنان، مع زيادة بنسبة 137% في سعة العيادات، وزيادة بنسبة 200% في المواعيد، ونمو بنسبة 250% في خدمات الرعاية الصحية الأولية.

بالإضافة إلى ذلك، أدى توفير سيارات الإسعاف المتقدمة إلى تحسين الخدمات في المناطق الصعبة وحوادث الإصابات الجماعية. كما حصل القطاع على 17 اعتماداً دولياً، مما رفع معدل الامتثال الصحي إلى 84 بالمائة عبر 252 منشأة، مما عزز التزامه بالمعايير العالمية.

التطورات الرقمية

أثبت الاستثمار في أنظمة الرعاية الصحية الرقمية فائدته في تحسين الأداء والنتائج الصحية، كما أكدت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

ووفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي، خصصت المملكة العربية السعودية أكثر من 50 مليار دولار في عام 2023 للمبادرات، بما في ذلك الخدمات الصحية الرقمية التي تهدف إلى تحسين الكفاءة وإمكانية الوصول.

وتتوقع شركة ماكينزي أن يؤدي اعتماد الحلول الرقمية على نطاق واسع إلى جلب فوائد اقتصادية إضافية تتراوح بين 15 مليار دولار إلى 27 مليار دولار بحلول عام 2030.

وتعد شراكة المملكة العربية السعودية مع أوريون هيلث لإنشاء أكبر تبادل للمعلومات الصحية في العالم، وربط 5000 مؤسسة و32 مليون شخص، أحد الأمثلة على هذه الجهود.

ومن المتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي، وخاصة الذكاء الاصطناعي التوليدي، دورًا مهمًا في تحسين رعاية المرضى وكفاءة الرعاية الصحية، مع إمكانية المساهمة بمبلغ 320 مليار دولار في اقتصاد الشرق الأوسط بحلول عام 2030، وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي.

ويجري أيضًا استكشاف الروبوتات لتحسين الدقة والسلامة في مكان العمل ورعاية المسنين. وشهدت المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، زيادة بنسبة 52% في تسجيلات شركات الروبوتات بين عامي 2022 و2023.

ومع استمرار المملكة العربية السعودية في التركيز على الصحة الرقمية، والتقدم في الذكاء الاصطناعي، ونماذج الرعاية الشاملة، فإن جهودها مهيأة لتحويل هذا القطاع، وتحسين النتائج الصحية، ودعم رفاهية سكانها المتزايدين.



المصدر


اكتشاف المزيد من اشراق اون لاين

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق اون لاين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading