أهم الأخبار

هل وضع خيسوس علي البليهي تحت الضغط أمام جماهير الهلال؟


في 4 فبراير (شباط) الحالي، قدم الهلال مستوى لافتاً وبارزاً، وانتصر برباعية على بيرسبوليس الإيراني، ضمن منافسات الجولة ما قبل الأخيرة من دور المجموعات في «دوري أبطال آسيا للنخبة»، لكن الأمر لم يكن يشير إلى أن الفريق منتصر وبنتيجة كبيرة، وطغت السلبية على المشهد، وقال مدرب فريق الهلال، خورخي خيسوس، إن الفريق بأكمله شعر بالإهانة مما حدث!

لقد أطلقت جماهير فريق الهلال صافرات الاستهجان تجاه المدافع الدولي علي البليهي مع الدقيقة الـ83 عند نزوله بديلاً في مباراة فريق الهلال بـ«دوري أبطال آسيا للنخبة»، علماً بأن الفريق كان وقتها متقدماً برباعية نظيفة، وكان حسم تأهله قبل جولتين.

خيسوس عاش لحظات عصيبة في الاسابيع الأخيرة بسبب الخسارة من القادسية وضمك (عيسى الدبيسي)

أظهرت اللقطات التلفزيونية ملامح سلبية من المدافع علي البليهي عند نزوله، رغم أن محمد كنو، الذي ارتدى شارة القيادة حينها بعد خروج سالم الدوسري، اتجه إليه لتحيته، لكن البليهي ارتكب خطأ أسفر عن ركلة جزاء سُجّل منها الهدف الأول لفريق بيرسبوليس، لتتفاقم المشكلة بين الطرفين.

بعد نهاية المباراة، كان المعتاد أن يتجه اللاعبون لتحية الجماهير، لكن الأمر لم يكن كذلك تماماً؛ علي البليهي يقف ويضع يديه في منتصف جسده، وينظر إلى السماء وحوله كُثر لمواساته، ويطلب منه محمد العويس الحارس الدولي مرافقة زملائه اللاعبين لتحية الجماهير، وكذلك فعل سعود كريري إداري الفريق، لكن ذلك لم يحدث.

أدى اللاعبون واجبهم تجاه الأنصار والجماهير، وخرج الجميع من المضمار… خيسوس مدرب الفريق بدأ مؤتمره الصحافي الذي أعقب المباراة غاضباً، بل قال إن الجماهير التي تفعل تلك التصرفات غير مرحب بها مع الفريق، ثم أضاف أن الفريق بأكمله شعر بالإهانة.

القائد سالم الدوسري قال إن أي لاعب معرض لتراجع مستواه، وشدد على دعمه زملاءه في الفريق، وقال: «أي لاعب يمر بلحظات صعبة، لكن كلنا نحن اللاعبين ندعم البليهي، ولا يمكن جعل كل الجماهير تدعم أي لاعب، لكننا في نادي الهلال في مركب واحد، واللاعبون يساند بعضهم بعضاً».

في منطقة اللقاءات الإعلامية، كان فهد بن نافل، رئيس نادي الهلال، ممتعضاً من المشهد الذي حدث، وقال في تصريح لقناة «إم بي سي أكشن»: «أتمنى عدم تكرار هذا الفعل الذي لا يليق بالهلال. عندما تفعل ذلك؛ فأنت لا تؤثر على اللاعب وحده، بل على الجهازين الفني والإداري واللاعبين جميعاً».

علي البليهي واجه انتقادات لاذعة واستهجان جماهيري في المباريات الماضية (علي خمج)

انتهت المواجهة، وغادر الجميع الملعب، لكن هناك مباراة أخرى أُطلقت صافرتها على منصات التواصل الاجتماعي، وتحديداً منصة «إكس»، إذ وجد الفعل الذي قامت به جماهير الهلال رد فعل منقسماً حياله، وكان الأغلب يرفض هذا التصرف، خصوصاً أن المطلب تحقق ببقاء علي البليهي على مقاعد البدلاء.

واصل علي البليهي حضوره في مقاعد البدلاء أمام ضمك في المباراة التي أعقبت هذه المواجهة وتعادل فيها الهلال وفقد صدارة الدوري السعودي للمحترفين. مواجهة ضمك شهدت إطلاق جماهير الهلال صيحات استهجان رصدها الحاضرون تجاه لاعب الفريق، الشاب الذي شارك بديلاً محمد القحطاني، وجاءت صيحات الاستهجان تجاهه لمستوياته التي قدمها وقراراته في الهجمات الحاسمة، خصوصاً أن الفريق كان بحاجة ماسة إلى الفوز للبقاء في الصدارة. لكن السؤال يطرح نفسه: لماذا تحدث هذه التصرفات، وهل ساهم خيسوس في وضع لاعبيه بمواجهة سلبية أمام الجماهير؟

لا يمكن الجزم بأي إجابة قطعاً، لكن المؤشرات تجعل المدرب البرتغالي خورخي خيسوس المسؤول الأول عما يحدث تجاه لاعبيه، خصوصاً علي البليهي. لم يظهر المدافع الدولي، الذي كان الرقم الأول في الملاعب السعودية، بصورة جيدة هذا الموسم، وكانت الجماهير الزرقاء ناقمة على البليهي منذ تصرفه في نهائي «بطولة كأس الملك» وحصوله على بطاقة حمراء كاد معها الفريق يخسر اللقب لمصلحة غريمه التقليدي النصر.

طالبت جماهير الهلال ببقاء البليهي على مقاعد البدلاء، واللعب بالمدافع حسان تمبكتي أساسياً، لكن ذلك لم يحدث، ومع تكرار الأخطاء الدفاعية هذا الموسم، صبت الجماهير جام غضبها على اللاعب البليهي.

شرارة البداية الفعلية لتأزم العلاقة كانت بعد العودة من فترة التوقف الطويلة للدوري السعودي لمشاركة المنتخب السعودي في «بطولة كأس الخليج العربي» التي أقيمت في الكويت. لعب الهلال أولى مبارياته أمام الاتحاد في الدور ربع النهائي من «بطولة كأس الملك»، وخسر المواجهة بركلات الترجيح، لكن خلال المباراة أظهر علي البليهي تراجعاً في الأداء أمام كريم بنزيمة، لتبدأ شرارة الغضب حينها.

لعب الهلال بعد أيام من وداعه «بطولة كأس الملك» مباراته الدورية أمام العروبة، وشارك علي البليهي أساسياً رغم توقعات أن يكون بديلاً، وسجل هدفاً، ثم انطلق نحو خيسوس وقدم له التحية دون أي احتفالات أخرى، في رسالة تشير إلى الامتنان للمدرب خيسوس الذي رفض تحميله خسارة الفريق أمام الاتحاد.

في المواجهة التي تليها شارك علي البليهي أساسياً، وانتصر الفريق بـ9 أهداف على الفتح، وعند استبدال البليهي في الدقيقة الـ83 وإشراك حسان تمبكتي بديلاً له، أطلقت الجماهير صيحات الاستهجان تجاه البليهي، لكن الحادثة مضت دون أي تضخيم وحديث عنها.

يوم 27 يناير (كانون الثاني) الماضي لعب الهلال مباراة صعبة أمام القادسية، وأشرك المدرب خيسوس ثلاثي خط الدفاع، علي البليهي وحسان تمبكتي وخاليدو كوليبالي، وخسر الهلال المباراة بنتيجة 2 – 1، وصرح خيسوس حينها: «إذا أشركتُ حسان انتقدتم، وإن أبقيته احتياطياً فعلتم الشيء نفسه!».

وأعلن حساب نادي الهلال عبر منصة «إكس» يوم 30 يناير الماضي أن علي البليهي لم يشارك في التدريبات لشعوره بآلام في الركبة.

وصلت التغريدة إلى مليون مشاهدة، وحصلت على أكثر من ألفي تعليق تنتقد وتهاجم اللاعب في الأغلب، وغاب اللاعب عن قائمة الفريق أمام الأخدود، ثم حضر بديلاً أمام بيرسبوليس، وقوبل بصيحات الاستهجان، واستمر بديلاً في لقاء الفريق أمام ضمك ولم يشارك رغم تعادل فريقه.

بعد هذا التسلسل الزمني للأحداث، فإن الأخطاء التي ارتكبها خيسوس بحق المدافع الدولي علي البليهي؛ وإن كانت من باب المساندة له، فهي أولاً إشراكه بديلاً أمام بيرسبوليس الإيراني وهو يدرك قبلها حجم الغضب تجاه اللاعب، خصوصاً أن الفريق لم يكن في حاجة إليه لتقدمه برباعية.

وثانياً إخراج اللاعب من أمام الفتح قبل ذلك بعد موجة الغضب تجاهه ووضعه في منظر غير إيجابي بإشراك بديله حسان تمبكتي مع تبقي دقائق قليلة على نهاية المباراة.

لا يمكن المقارنة بين مشوار علي البليهي ومستوياته وذكرياته مع الفريق، مع ما يقدمه اللاعب الشاب محمد القحطاني؛ الذي وضعه خيسوس أيضاً في وجه المدفع مرتين أو أكثر هذا الموسم؛ الأولى كانت في مواجهة الغريم التقليدي النصر حينما أشركه أساسياً ثم أخرجه في الدقيقة الـ58، والأخرى أمام ضمك حينما أشركه والفريق متأخر وهو يدرك أن اللاعب لا يمتلك قدرة على تغيير مسار المباراة.

التقلبات في كرة القدم أمر وارد، فهي أشبه بهجمة يقودها لاعب هداف؛ قد يدرك المرمى، وقد يضل الطريق أحياناً ثم تعود مرتدة وتسكن شباك فريقه.

كان الأجدر بالمدرب خيسوس ومدافعه علي البليهي احتواء الأزمة حينها، خصوصاً بعد لقاء الاتحاد أو الفتح، بمنشور عبر حساب اللاعب، أو بتصريح إعلامي يخمد القضية قبل تفاقمها، أو وجوب اختيار المدرب خيسوس الوقت الأنسب لإبقاء البليهي على مقاعد البدلاء أو إشراكه، بعيداً عن تقديمه في مشهد سلبي.



المصدر


اكتشاف المزيد من اشراق اون لاين

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق اون لاين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading