أهم الأخبار

من «الأفضل لزيلينسكي والعالم أجمع رحيلُه الفوري إلى فرنسا»


في إشارة إلى الاحتمالات المفتوحة المحيطة بمستقبل العلاقات الأميركية – الأوكرانية، وغموض الدور الذي يمكن أن يلعبه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مستقبل البلاد، ما لم يتم ترميم علاقته بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، نقلت صحيفة «نيويورك بوست» اليمينية المتشددة، عن مصدر مقرب من البيت الأبيض، لم تذكر اسمه، قوله: «إن الخيار الأفضل للرئيس زيلينسكي والعالم أجمع هو رحيله الفوري إلى فرنسا».

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول آخر في البيت الأبيض قوله: «مثل البابا (بابا الفاتيكان) أنا لا أؤيد أولئك الذين يحظرون الكنائس»، في إشارة إلى حظر زيلينسكي للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، بعد فك ارتباطها بالكنيسة الأوكرانية.

دونالد ترمب يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في نيويورك 27 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)

وتدهورت العلاقات الأميركية – الأوكرانية في الأيام الأخيرة، حيث تبادل ترمب وزيلينسكي الاتهامات والهجمات. وفيما قال ترمب إن زيلينسكي لم يستفد من فرصة المفاوضات الأميركية – الروسية التي بدأت في السعودية، واتهمه أيضاً بتعطيل الصفقة التي كان من المتوقع الاتفاق عليها، والمتعلقة بالثروات المعدنية مقابل مواصلة المساعدات الأميركية لأوكرانيا.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز، الخميس، إن بعض الخطابات الصادرة من كييف «إهانة غير مقبولة» للرئيس ترمب. وأضاف في مؤتمر صحافي عقده بالبيت الأبيض، أن ترمب يشعر بإحباط كبير من عدم اغتنام الرئيس زيلينسكي فرصة المفاوضات، معرباً عن اعتقاده بأن زيلينسكي «سينضم إليها في نهاية المطاف». وشدد والتز على أن «فكرة الحرب المفتوحة في أوكرانيا قد انتهت».

وبعدما رفض ممثل الولايات المتحدة في مجموعة الدول السبع الكبرى الموافقة على استخدام عبارة «روسيا دولة معتدية على أوكرانيا»، أعلنت كييف، الخميس أيضاً، أنها تبلغت من إدارة ترمب وقف تسليم الأسلحة الأميركية. وهو ما قد يعرض قدرة أوكرانيا على مواصلة حربها ضد روسيا لخطر شديد.

دافع الكرملين، الجمعة، عن الهجمات الشخصية العنيفة للرئيس الأميركي على نظيره الأوكراني، بما في ذلك وصفه له بالديكتاتور، بينما تسعى موسكو للاستفادة من الخلاف المتزايد بين موسكو وكييف. وأشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن من المرجح أن ترمب «منفعل» بسبب الإحباط من رفض أوكرانيا المشاركة بشكل جاد في مفاوضات سلام.

وأضاف بيسكوف أن خطاب ترمب لا يعني أنه يتخذ «موقفاً موالياً لروسيا». ونقلت وكالات أنباء روسية عن بيسكوف قوله: «أعتقد أن هذا خطأ». واتخذ ترمب أيضاً مواقف تتوافق مع مواقف موسكو بشأن إنهاء الحرب، بما في ذلك استبعاد عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ورفض إمكانية استعادة حدود أوكرانيا قبل عام 2014.

البحث في صفقة المعادن مستمر

قالت ثلاثة مصادر حصرياً لـ«رويترز» إن روسيا قد توافق على استخدام 300 مليار دولار من الأصول السيادية المجمدة في أوروبا لإعادة الإعمار في أوكرانيا، لكنها ستصر على إنفاق جزء من الأموال على مساحة 20 في المائة تسيطر عليها قواتها. وطلبت المصادر عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية المناقشات، ولأن المناقشات ما زالت في مراحل أولية. ورفض الكرملين التعليق.

ويسعى ترمب إلى استئناف العلاقات مع روسيا، والاستثمار أيضاً في موارد أوكرانيا من المعادن المهمة في مجال التحول في قطاع الطاقة. ورفضت أوكرانيا خطة أميركية أولية لعدم احتوائها على ضمانات أمنية.

ورغم ذلك، أفاد مسؤول أوكراني، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة، بأن كييف وواشنطن «تواصلان» التفاوض بشأن إبرام اتفاق حول المعادن الأوكرانية الاستراتيجية. وقال المسؤول، الذي طلب عدم كشف اسمه: «هذا البحث مستمر»، مضيفاً: «ثمة تبادل دائم لمسوَّدات، وأرسلنا واحدة أمس… وننتظر رداً» أميركياً عليها.

وشدد البيت الأبيض، الجمعة، على أن أوكرانيا ستوقع «في الأمد القريب جداً» اتفاقاً مع واشنطن بشأن معادنها النادرة، رغم أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أعلن رفضه؛ لأنه لا يتطرق لضمانات أمنية تطلبها كييف في مواجهة الغزو الروسي. وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز، في كلمة خلال «مؤتمر العمل السياسي المحافظ» (سيباك) في ضواحي واشنطن: «سيوقع الرئيس زيلينسكي هذا الاتفاق، وسترون ذلك في الأمد القريب جداً، وهذا أمر جيد لأوكرانيا».

زيلينسكي خلال استقباله في كييف الأربعاء وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي (أ.ب)

تقدم روسي جديد

قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إن قواتها سيطرت على بلدات نادييفكا ونوفوسيلكا ونوفوشيريتوفيت في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا. ورغم شروعها في محادثات مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، تواصل روسيا تحقيق مكاسب بطيئة ولكن حاسمة في منطقة دونيتسك التي تسيطر قوات موالية لروسيا على أجزاء منها منذ عام 2014.

ومع بدء الولايات المتحدة وروسيا المحادثات لإنهاء الحرب، نقلت تقارير صحافية ميدانية أن القوات الروسية تضغط للاستفادة من ميزتها في ساحة المعركة، للاقتراب من منطقة دنيبروبتروفسك، إحدى أكبر المناطق الأوكرانية، التي تضم قاعدة صناعية رئيسية. وباتت القوات الروسية الآن على بعد أقل من 5 كيلومترات من حدود المنطقة، بعدما حققت تقدماً ملحوظاً في الأيام الأخيرة. وإذا تمكن الجيش الروسي من عبور منطقة دونيتسك إلى دنيبروبتروفسك، فسيوجه ضربة كبيرة للمعنويات في أوكرانيا، ويعرض منطقة أوكرانية خامسة للاحتلال جزئياً على الأقل، ويضع أوكرانيا في موقف صعب في أي مفاوضات إقليمية التي قد تبدأ في الفترة المقبلة.

رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا متحدثاً إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بروكسل (د.ب.أ)

قلق من كيفية إنهاء الحرب

قالت السيناتورة جين شاهين، كبيرة الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، في تغريدة على منصة «إكس»، الجمعة، إن على الرئيس بوتين وقف هجمات بلاده على أوكرانيا. وقالت: «إذا كان يريد السلام، ويقول إنه يريد السلام، وإذا كان ذلك صحيحاً، فلا شيء يمنعه من وقف هجماته». وأضافت شاهين: «يتعين على الولايات المتحدة أن تضمن وجود أوكرانيا على طاولة المفاوضات، وحصولها على كل الأدوات اللازمة لتحقيق النجاح». وقالت إنها والسيناتور الديمقراطي جاك ريد، «يدعمان هذا الأمر تماماً».

وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إنه لم ير أي رغبة في السلام من جانب روسيا في أوكرانيا بعد الاستماع لخطاب ألقاه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في اجتماع محتدم لمجموعة العشرين في جنوب أفريقيا، الخميس.

الرئيس الأوكراني زيلينسكي يتهم القيادة الروسية بالكذب (أ.ف.ب)

وأدلى لامي بتلك التصريحات للصحافيين بعدما خاطب لافروف غيره من كبار الدبلوماسيين في جلسة عقدت خلف الأبواب المغلقة في اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في جوهانسبرغ. وقال لامي: «يجب أن أقول عندما أستمع لما قاله الروس وما قاله لافروف في الغرفة عصر هذا اليوم، إنني لا أرى أي رغبة للوصول حقاً للسلام».

وفي نصٍّ لخطابه الذي أصدرته وزارة الخارجية الروسية، جدد لافروف انتقاده الطويل للغرب، واتهمه بالتدخل في «الشؤون الداخلية» للبلدان الأخرى. وقال لامي إن لافروف ترك مقعده في غرفة الاجتماع عندما حان دوره للحديث.

المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لقاء ثنائي على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن (د.ب.أ)

دعم أوروبي في الذكرى الثالثة للحرب

ويضغط ترمب، الذي تولى منصبه قبل شهر واحد فقط، من أجل التوصل إلى اتفاق سريع لإنهاء الحرب، وأثار قلق حلفاء واشنطن الأوروبيين باستبعادهم وأوكرانيا من المحادثات الأولية مع روسيا. كما حثّ ترمب الدول الأوروبية على الاضطلاع بمزيد من المسؤوليات الدفاعية، وأثار شكوكاً عمّا إذا كانت الولايات المتحدة على استعداد لمساعدة حلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في حال تعرضوا لهجوم من روسيا.

وفي مواجهة شراسة الانتقادات الصادرة عن البيت الأبيض، تلقّى زيلينسكي دعم الاتحاد الأوروبي والكثير من القادة الأوروبيين. ومن المتوقع وصول بعضهم إلى كييف للمشاركة في إحياء ذكرى الغزو، الاثنين.

ويعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استغلال فرصة زيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض لمحاولة إقناع ترمب بالتوافق مع الحلفاء الأوروبيين. ومن المتوقع أن يلتقي ماكرون مع ترمب، الاثنين المقبل، لمناقشة الوضع في أوكرانيا.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يستمع إلى نائب رئيس الولايات المتحدة في أثناء محادثاتهما على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن (أ.ف.ب)

وخلال جلسة أسئلة وأجوبة عبر الإنترنت، مساء الخميس، قال ماكرون إنه يعتزم إبلاغ ترمب أن إظهار أي ضعف تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجعل من الصعب التعامل مع الصين وإيران. وقال: «سأقول له: في أعماقك لا يمكنك أن تكون ضعيفاً أمام الرئيس [بوتين]. هذا ليس أنت، وليس ما تتسم به، وليس في مصلحتك». وفي أعقاب الجلسة عبر الإنترنت، قال ماكرون إنه أجرى مكالمة هاتفية أخرى مع زيلينسكي، وهي الرابعة في الأسبوع الماضي. وأشار ماكرون إلى أنهما استعرضا «جميع الاتصالات التي أجريتها مع الشركاء الأوروبيين والحلفاء المستعدين للعمل من أجل سلام دائم وصلب لأوكرانيا وتعزيز أمن أوروبا»، حسبما كتب على منصة التواصل الاجتماعي «إكس».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (أ.ب)

وتابع ماكرون أنه سيسعى لإقناع ترمب بأن المصالح الأميركية والمصالح الأوروبية هي نفسها، وسيبلغه «إذا سمحت لروسيا بالسيطرة على أوكرانيا، فلن يكون من الممكن إيقافها». وأكد ماكرون مجدداً أن «هذا يعني أن أي اتفاق سلام يجب التفاوض بشأنه مع الأوكرانيين والأوروبيين حول الطاولة».

واستضاف ماكرون قادة أوروبيين خلال الأسبوع الماضي؛ للبحث عن خط مشترك بشأن أوكرانيا، في ظل الخطط الأميركية لإنهاء محتمل لحرب روسيا في أوكرانيا.

ومن جهة أخرى، ذكرت وكالة «أسوشييتد برس»، الجمعة، أن تصريحات ترمب الأخيرة التي تعكس خطاب بوتين وخططه لإجراء مفاوضات مباشرة مع موسكو، قد أثارت قلق الحلفاء الأوروبيين والمسؤولين الأوكرانيين. لكن ماكرون أشار إلى أن استراتيجية ترمب لإثارة حالة من «عدم اليقين» في المحادثات مع روسيا، يمكن أن تجعل الحلفاء الغربيين أقوى بالفعل في تلك المحادثات. وقال ماكرون إن بوتين «لا يعرف ما سيفعل (ترمب)، إنه يعتقد أن ترمب قادر على أي شيء. حالة عدم اليقين تلك أمر جيد بالنسبة لنا وبالنسبة لأوكرانيا».

من جانبه، قال زيلينسكي إن المكالمة مع ماكرون كانت «طويلة وذات مضمون»، وكذلك بناءة. وكتب على «إكس»: «ناقشنا بالتفصيل وجهات نظرنا حول ضمانات الأمن. السلام العادل والدائم هو هدفنا المشترك، ونحن نعمل من أجل ذلك معاً. هكذا يجب أن يعمل الشركاء الحقيقيون».



المصدر


اكتشاف المزيد من اشراق اون لاين

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق اون لاين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading