مصر وسقوط بشار… ترقب رسمي ومخاوف على وحدة سوريا
وسط ترقب رسمي ومخاوف شعبية على وحدة سوريا، استقبلت مصر نبأ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وسيطرة الفصائل المسلحة على دمشق، وبينما أكد خبراء تحدثوا مع «الشرق الأوسط» أن القاهرة تراقب بحذر ما ستسفر عنه التطورات في سوريا، أكدوا «مشروعية المخاوف» الشعبية، بشأنها.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في إفادة رسمية، الأحد، إنها «تتابع باهتمام كبير التغير الذي شهدته الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري ودعمها سيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها».
ودعت «الخارجية المصرية»، «جميع الأطراف السورية بكافة توجهاتها إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وذلك من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي، واستعادة وضع سوريا الإقليمي والدولي».
وأكدت مصر، في هذا السياق، «استمرارها في العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري الشقيق».
وتصدرت هاشتاغات عدة «الترند» في مصر، الأحد، بشأن سقوط بشار، محذرة من «تفتيت سوريا».
وعبر حسابه على منصة «إكس»، حذّر الإعلامي المصري، أحمد موسى، من «التهليل والفرحة» بسقوط بشار، وتكوين ما وصفه بـ«إمارة سوريا الإسلامية». وقال: «ترقبوا في الفترة المقبلة ما سيتم تنفيذه من تلك التنظيمات (الإرهابية) على الأرض»، مبدياً مخاوف من «قيام دولة طالبان جديدة في الشام».
……..إمارة سوريا الإسلامية …..لكل من يهتفوا ويفرحوا بسقوط سوريا ترقبوا الفترة القادمة ما سيتم تنفيذه من تلك التنظيمات الإرهابية على الأرض .. قالها الإرهابى الداعشى أبو محمد الجولانى فى حوار تليفزيونى سابق عندما نسيطر على دمشق سنقوم بتأسيس دولة الخلافة الإسلامية وتأسيس مجلس…
— أحمد موسى – Ahmed Mousa (@ahmeda_mousa) December 8, 2024
ووصف موسى ما حدث في سوريا بـ«الزلزال»، وقال: «لا أحد يبكي على رحيل نظام الأسد بعد 54 عاماً من حكم حزب البعث… الخوف هو محاولة تفكيك الجيش السوري».
وتساءل الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، مصطفى بكري، عما بعد سقوط نظام الأسد. وقال في منشور عبر حسابه على منصة «إكس»: «كل التوقعات تشير إلى أن هناك اتفاقاً دولياً وإقليمياً على تولي (الإرهابي) أبو محمد الجولاني الإدارة الفعلية للأوضاع في سوريا». وأضاف أن «التوقعات والسيناريوهات المستقبلية أخطر بكثير مما يتصوره البعض، تذكروا أن الإرهاب هو الذي سيحكم ويتحكم».
بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد ، أصبح السؤال المطروح .. وماذا بعد؟- بداية كل التوقعات تشير أن هناك إتفاقا دوليا وإقليميا علي تولي الإرهابي أبومحمد الجولاني ( الداعشي ) مهمة تولي الإدارة الفعليه للأوضاع في سوريا ، وأن الإستعدادات تجري لإستقباله في دمشق ، خاصة بعد أن اتخذت واشنطن…
— مصطفى بكري (@BakryMP) December 8, 2024
وتابع بكري، في منشور آخر: «الآن بدأت الفوضى في سوريا، ومنها إلى بقية العالم العربي… لا تسعدوا كثيراً بسقوط بشار ونظامه… سوريا تدخل إلى النفق المظلم، وخريطة الشرق الأوسط تتغير كما وعدكم نتنياهو».
بشار الأسد غادر دمشق إلي جهة غير معلومه . الإرهابيون سيطروا علي دمشق . الآن بدأت الفوضي في سوريا ، ومنها إلي بقية العالم العربي . إنتظروا أبومحمد الجولاني . إنتظروا الإنتقام وبوادر الحرب الأهليه . إنتظروا هيمنة الصهاينة والمتصهينين علي القرار السوري . لاتسعدوا كثيرا بسقوط بشار…
— مصطفى بكري (@BakryMP) December 8, 2024
السياسي المصري، حمدين صباحي، أعرب في منشور عبر حسابه على «إكس»، عن حزنه بقوله: «آه يا سوريا الحبيبة… الطعنة غائرة في قلب العروبة؛ لكن العروبة لن تموت».
آه يا سورية الحبيبةالطعنة غائرة في قلب العروبةلكن العروبة لن تموت
— حمدين صباحي (@HamdeenSabahy) December 8, 2024
أما عضو مجلس النواب المصري، محمود بدر، فأكد عبر منشور عبر حسابه على «إكس»، أنه «حزين على سقوط دمشق في يد مجموعة من الميليشيات والعصابات المسلحة»، مبدياً مخاوفه من «تفتيت سوريا وتحويلها لمجموعة من الدويلات على أساس طائفي».
مين يا حبيبي قالك اننا زعلانين علي بشار او حتي عليك.. بالعكس لو عليك احنا فرحانين في الطين اللي هتشوفه وان شاء الله هتشيله فوق دماغك ، وهنفرح فيك اكتر والمحتسبين بتوع ابو محمد الجولاني سابقا احمد الشرع الامريكاني حاليا بيوقفوك في الشارع ويلزموك علي قفاك ويقيموا عليك الحدود…
— محمود بدر (@ma7mod_badr) December 8, 2024
في حين قال الكاتب والمدون المصري، لؤي الخطيب، عبر صفحته على «إكس»: «أعتقد أن المشاهد التي تحدث في سوريا خلال الساعات الماضية، هي التجسيد الفعلي والعملي لجملة (التاريخ يعيد نفسه)». وأضاف أن «الفرحة الهيستيرية بسقوط تمثال حافظ الأسد هي نفس الفرحة الهيستيرية من 20 عاماً بسقوط تمثال صدام».
أعتقد إن المشاهد اللي بتحصل في سوريا خلال الساعات اللي فاتت هي التجسيد الفعلي والعملي لجملة “التاريخ بيعيد نفسه”..الفرحة الهيستيرية بسقوط تمثال حافظ الأسد، هي نفس الفرحة الهيستيرية من 20 سنة بسقوط تمثال صدام.. ماحدش من اللي كانوا واقفين جنب التمثال في بغداد وقتها تصور إن اللي…
— Loay Alkhteeb (@LoayAlkhteeb) December 8, 2024
تعليقاً على الموقف المصري من سقوط نظام الأسد، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، إن «القاهرة تراقب المشهد من بعيد، ولن تنساق خلف الفرحة الظاهرة في بعض وسائل الإعلام»، موضحاً أن «مصر تدرك أن الفترة المقبلة ستشهد مرحلة انتقالية ليست بالسهلة، وهناك كثير من الأسئلة المطروحة على الطاولة، بشأن من سيقود تلك المرحلة، وطبيعة العلاقة بين المعارضة والفصائل المسلحة ومرجعيتهم، وهل سيطبقون نظاماً إسلامياً أم علمانياً مدنياً؟».
وأضاف هريدي: «كل الأسئلة مطروحة، والإجابة عنها بيد السوريين»، مشيراً إلى أنه «على الصعيد الإقليمي هناك أسئلة أخرى بشأن طبيعة الدور التركي والأميركي والإسرائيلي في سوريا في المرحلة المقبلة»، موضحاً أن «مصر تنتظر وتراقب من منطلق أنها تتعامل مع دول ومؤسسات، وليس أنظمة وأفراد».
وعدّ مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور عمرو الشوبكي، مخاوف بعض المصريين مما حدث في سوريا «أمراً مشروعاً». وقال إن «هذه المخاوف مرتبطة بما جرى بسوريا في العقد الماضي». لكنه في الوقت نفسه أشار إلى أن «هناك مساراً انتقالياً في سوريا يبدو حتى الآن مختلفاً عن المسار في العراق وليبيا، من حيث استمرار الحكومة في ممارسة عملها، والخطاب التصالحي غير الانتقامي من جانب الفصائل المسلحة». وأضاف الشوبكي: «بالطبع هناك مخاطر في خروج هذا المسار عن النسق المطلوب»، مؤكداً أن «تعامل مصر بترقب وحذر مع التطورات في سوريا يترك الساحة لتركيا لهندسة المرحلة المقبلة»، داعياً إلى «التفاعل مع التطورات، في محاولة لدفع سوريا نحو اتجاه الدولة المدنية».
اكتشاف المزيد من اشراق اون لاين
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.