فكرة إعارة رونالدو وبنزيمة وإيبانيز للهلال تصطدم بلائحة الاحتراف ورفض الأندية

كانت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية مسرحاً لخبر إعارة مجموعة من نجوم الأندية، أمثال كريستيانو رونالدو، وكريم بنزيمة، وإيبانيز إلى فريق الهلال الذي يستعد للمشاركة في كأس العالم للأندية بدءاً من منتصف الشهر المقبل في الولايات المتحدة الأميركية، حيث سيخوض أول مباراة له أمام ريال مدريد الإسباني في الثامن عشر من يونيو (حزيران) المقبل.

«الشرق الأوسط» حاولت الوصول إلى معلومة مؤكدة حول صحة الخبر من عدمه، حيث أكدت مصادر مطلعة أن القصة بدت قبل نحو شهرين حول نقاش ودي جرى مع بعض المسؤولين في نادي الاتحاد حول إمكانية أن يستعير الهلال مهاجم الفريق الفرنسي كريم بنزيمة الذي قاد الاتحاد نهاية الأسبوع الماضي إلى لقب الدوري السعودي للمحترفين. بحسب المصادر، فإن إدارة نادي الاتحاد رفضت بشكل قاطع الفكرة التي كانت مجرد «نقاش ودي» مع أحد المسؤولين خارج النادي، وذلك لأن الفريق تنتظره استحقاقات كبرى الموسم المقبل، أهمها دوري النخبة الآسيوي الذي بالطبع تأهل إليه الأسبوع الماضي، بصفته بطلاً للدوري السعودي للمحترفين. ولا تزال قصة إعارة رونالدو وبنزيمة وإيبانيز تأخذ حيزاً كبيراً على مستوى منصات التواصل الاجتماعي من قبل الجماهير السعودية، وسط تحفظ إدارات الأندية الأربعة بشكل رسمي في الحديث في هذا الشأن. وعزّز نظرية إعارة رونالدو إلى الهلال للمشاركة في كأس العالم للأندية غيابه عن آخر مباراتين لفريقه النصر، وسط جدل واسع بين جماهير النصر والهلال حول صحة القصة من عدمها، لا سيما أن رونالدو سينتهي عقده بنهاية الشهر المقبل، دون أي إعلان رسمي حول تمديد عقده مع النصر أو انتقاله إلى ناد آخر في الدوري السعودي أو خارجه.

القصة لم تذهب فقط إلى إمكانية الإعارة لنادي الهلال للمشاركة في كأس العالم للأندية، بل شدّدت على أن اللاعبين المذكورين سيعودون إلى أنديتهم فور العودة من الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما ترفضه لائحة الاحتراف السعودية التي تشدد في فصلها الثالث عشر والمادة 36 في البند الأول على أنه تجوز إعارة اللاعب المحترف إلى ناد آخر على أساس اتفاق مكتوب بينه وبين الأندية المعنية، كما تخضع أي إعارة مذكورة للقواعد المطبقة نفسها على انتقال اللاعبين من حيث التعويض وآلية التضامن.

وبحسب الفقرة الثانية من المادة 36 يجب ألا تزيد مدة الإعارة على مدة سريان عقد اللاعب مع ناديه الأصلي، فيما تضيف الفقرة الثالثة من المادة نفسها أن الحد الأدنى للإعارة هو الفترة الممتدة بين فترتي التسجيل. فيما تقول الفقرة الرابعة إنه يجوز إنهاء فترة الإعارة قبل موعدها باتفاق جميع الأطراف المشاركة في الانتقال على سبيل الإعارة، بينما الفقرة الخامسة تشدّد على أن الحد الأدنى لمدة الإعارة هو الفترة الممتدة بين فترتي التسجيل، وهو ما يعني صعوبة أن تكون الإعارة لمدة كأس العالم للأندية فقط، بل يجب أن تستمر طوال الفترة الخاصة بالتسجيل في سوق الانتقالات الصيفية التي تبدأ من الإعارة خلال شهر يونيو وحتى بدء فترة سوق الانتقالات الشتوية في يناير (كانون الثاني) المقبل، كما تنص أيضاً الفقرة السادسة على أنه لا يسجل اللاعب إلا مع ناد واحد في هذه الفترة. وبينما يقترب موعد كأس العالم للأندية 2025 بدا الغموض يخيّم على مستقبل كريستيانو رونالدو مع نادي النصر السعودي.

وبعد موسم خالٍ من البطولات، وبعيداً عن أي تأهل آسيوي، باتت مسألة تجديد عقد النجم البرتغالي مع الفريق مسألة معلقة، بل بدأت الشكوك تحوم حول استمراره في النصر الموسم المقبل.

الهلاليون يترقبون صحة هذه الأخبار، فيما يترقب مشجعو الاتحاد والأهلي والنصر إن كانت حقيقية وتترجم إلى واقع، ولكن بالتأكيد ستكون الإعارة إن صحت المعلومات لمدة ستة أشهر على الأقل وليس لفترة تنتهي بنهاية كأس العالم للأندية، ثم يعود اللاعبون لأنديتهم كما كانوا يتصورون.

صحيفة «ماركا» الإسبانية، التي تابعت عن كثب حالة عدم الرضا الزائدة لدى كريستيانو في الأشهر الأخيرة، منذ خروجه من دوري أبطال آسيا وضياع لقب الدوري المحلي، أشارت في تقرير جديد إلى سيناريو مختلف تماماً وهو توفُّر عرض مفاجئ من أحد الأندية البرازيلية. ورغم أن الصحيفة لم تكشف عن اسم النادي، فإنها أكدت أن المقربين من اللاعب تلقوا عرضاً «مهماً» من نادٍ برازيلي، يتضمن «مساهمات كبيرة من مستثمرين خارجيين»، ما يعكس جدية الطرح الذي بات حديث الصحافة الأوروبية.

اللافت أن هذا العرض يمنح رونالدو فرصة محتملة للمشاركة في كأس العالم للأندية، التي ستقام في صيف 2025، وتشارك فيها عدة أندية عالمية، بينها إنتر ميامي الأميركي الذي يضم ليونيل ميسي، غريمه التقليدي.

يُذكر أن نافذة الانتقالات الصيفية في البرازيل تفتح رسمياً في 10 يوليو (تموز) وتستمر حتى 2 سبتمبر (أيلول)، لكن هناك فترة تسجيل استثنائية خصصها الاتحاد الدولي (فيفا) من 2 إلى 10 يونيو 2025، تتزامن مع الاستعدادات النهائية للبطولة العالمية.

لكن، وبحسب «ماركا»، فإن «الارتباك والتراجع في النتائج»، إضافة إلى احتلال النصر حالياً المركز الرابع في الدوري – ما يعني غيابه عن النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا – ألقى بظلاله على العلاقة بين الطرفين، وجعل التجديد الذي كان شبه محسوم، يبدو اليوم غير واضح.

رونالدو، الذي يُعرف بطموحه العالي وسعيه الدائم إلى المنافسة على أعلى المستويات، يجد أمامه اليوم مفترق طرق… ومع اقتراب كأس العالم للأندية، فإن البرازيل بحسب الصحيفة الإسبانية قد تكون المحطة التالية في مسيرته المتواصلة.