صحيفة الشرق الأوسط – وزير الخارجية الفرنسي من بغداد: نرفض تفكك سوريا

شددت باريس على عدم «تفكك الأراضي السورية»، وفي حين أشادت بقدرة بغداد على «النأي بعيداً عن الصراعات الإقليمية»، دعتها إلى «تقديم المساعدة اللازمة لتعزيز الاستقرار في دمشق وبيروت بوصفهما (أولوية فرنسية)».
وجاء الموقف الفرنسي خلال زيارة أجراها وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إلى بغداد الأربعاء، وبعد لقائه نظيره العراقي فؤاد حسين، ورئيس الحكومة محمد شياع السوداني.
وسبقت الزيارة تحضيرات عراقية لاستضافة «القمة العربية» المقررة في مايو (أيار) المقبل، وتحضيرات أخرى تجريها باريس لعقد مؤتمر «حلّ الدولتين» في فلسطين، الذي تترأسه فرنسا بالاشتراك مع المملكة العربية السعودية بمقر الأمم المتحدة في نيويورك خلال يونيو (حزيران) المقبل.
رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يستقبل وزير الخارجية الفرنسي السيد جان نويل بارو والوفد المرافق له.وأشار سيادته الى العلاقات المتينة مع فرنسا التي تطوّرت بشكل واضح منذ زيارته إلى باريس قبل نحو سنتين وتوقيع الاتفاق الستراتيجي، مرحباً بالزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي… pic.twitter.com/nUfRzOStWh
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء (@IraqiPMO) April 23, 2025
والتقى وزير الخارجية فؤاد حسين الوزير الفرنسي في مستهل زيارته، وقبل لقائه رئيس الوزراء محمد السوداني. وبحث الوزيران «دعم استقرار سوريا والمفاوضات الإيرانية – الأميركية»، طبقاً لبيان وزارة الخارجية.
وقال الوزير حسين، في مؤتمر صحافي مع نظيره جان نويل بارو، إن «علاقتنا بفرنسا واسعة، حيث لعبت دوراً مهماً في التحالف الدولي خلال حربنا على (داعش) الإرهابي».
وأضاف أن بلاده «تدعم استقرار سوريا لبناء عملية سياسية شاملة، وندعم أيضاً مفاوضات إيران وأميركا، حيث تحدثت مع نظيري الفرنسي بشأن مفاوضات إيران وأميركا وضرورة إبعاد المنطقة عن الحرب».
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في بغداد ومن المقرر أن يزور أربيل ضمن زيارة إقليمية تشمل الكويت والسعودية pic.twitter.com/JQJxdByG91
— Kurdistan24 عربية (@arabick24) April 23, 2025
ونقل بيان «الخارجية» عن الوزير الفرنسي قوله إن «العراق يفتح صفحة جديدة في تاريخه، حيث عاد إلى لعب دوره الإقليمي، ويعدّ محركاً رئيساً في استقرار المنطقة»، مشدداً على أن «عراقاً قوياً يُمثل مصدر قوة للمنطقة».
وأكد بارو، أن «مؤتمر بغداد (القمة العربية) يُعدّ مهماً لأمن واستقرار المنطقة»، مؤكداً على «ضرورة عدم انجرار العراق إلى أي صراعات إقليمية». وأضاف: «نقف إلى جانب الشعب العراقي بجميع مكوناته، كما أن الشباب العراقي يُمثل أكبر ثروة للبلاد».
وشدد وزير الخارجية الفرنسي على أن «سوريا يجب ألا تتفكك، كما ينبغي التوصل إلى حل سياسي في غزة، مع ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية»، مذكراً بأن بلاده «تدعم الخطة العربية لإعادة إعمارها».
زيارة ماكرون للعراق
ولاحقاً، استقبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الوزير الفرنسي، ونقل بيان حكومي ترحيب السوداني بالزيارة المرتقبة من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى العراق، وأكد على التقارب في وجهات النظر بين العراق وفرنسا فيما يتعلق بالمنطقة.
وشدد السوداني على «أهمية الاستقرار في المنطقة، وفي سوريا على وجه الخصوص، وضرورة اعتماد مبدأ المواطنة والتعايش السلمي، ومشاركة جميع المكوّنات في حكم البلد».
في المقابل، نقل البيان الحكومي عن الوزير الفرنسي «التزام حكومته بالتعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب، في ضوء الاتفاقيات الثنائية الموقعة الخاصة بالتجهيزات العسكرية»، وأكد أن بلاده «تشاطر العراق موقفه من التطوّرات في سوريا والمنطقة».
وطبقاً لبيانات صادرة عن الجانبين، تصدرت مسألة استقرار الأوضاع في سوريا أجندة الوزير الفرنسي. وأكد مصدر مقرب من الحكومة أن «الملفَين السوري واللبناني حضرا بقوة على طاولة اجتماعات المسؤول الفرنسي بالمسؤولين العراقيين».
ويقول المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن «الأولوية الفرنسية تتعلق بدمشق وبيروت، حيث تأمل من بغداد تقديم يد العون والمساعدة لكلا البلدين اللذين يعانيان من ظروف اقتصادية وسياسية معقدة»، حتى بعد التحولات الكبرى التي شهدها البلدان… دون أن تُعرف طبيعة الاستجابة العراقية لهذه المطالب.
اكتشاف المزيد من اشراق اون لاين
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.