تمت إعادة عدد قليل من الميداليات التالفة
هل يستطيع فورست تكرار إنجاز ليستر ويفوز بالدوري الإنجليزي؟
قبل تعادل فريق ليفربول مع مضيفه نوتنغهام فورست بنتيجة 1 – 1 في قمة منافسات الجولة 21 بالدوري الإنجليزي لكرة القدم، مساء الثلاثاء، حقق نوتنغهام فورست الفوز في ست مباريات متتالية، وحافظ على نظافة شباكه في كل من مبارياته الأربع الأخيرة، ويعد حالياً الفريق الأكثر ثباتاً في المستوى بالدوري الإنجليزي الممتاز. واستقر المدير الفني البرتغالي نونو إسبيريتو سانتو على طريقة لعب تناسب قدرات وإمكانات لاعبيه، وحقق نجاحاً ساحقاً من خلال الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة.
وعلى مدار آخر تسع مباريات، لم يتمكن أي فريق آخر من الوصول إلى المستويات التي يقدمها نوتنغهام فورست، وهو الأمر الذي يجعلنا نطرح السؤال التالي: هل يستطيع نوتنغهام فورست تكرار الإنجاز الذي حققه ليستر سيتي ويفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز؟ لم يخسر ليستر سيتي إلا ثلاث مرات فقط طوال الموسم، وتحدى احتمالات وتوقعات ما قبل الموسم والتي بلغت 5000 – 1 ليحقق إحدى أكبر المفاجآت في تاريخ كرة القدم ويفوز بلقب الدوري في موسم 2015-2016. وبعد أن نجا من الهبوط بصعوبة في الموسم السابق، وانتهى به الأمر في المركز الرابع عشر برصيد 41 نقطة، لم يكن أحد يتوقع التقدم المذهل الذي حققه تحت قيادة المدير الفني الإيطالي كلاوديو رانييري.
واستغل ليستر سيتي تعثر الأندية الستة الكبار، وحصل على اللقب برصيد 81 نقطة، متقدماً بفارق 10 نقاط كاملة عن آرسنال صاحب المركز الثاني. أما نوتنغهام فورست، فقد أنهى الموسم الماضي في المركز السابع عشر برصيد 32 نقطة فقط، وكان من الممكن أن يصل هذا العدد من النقاط إلى 36 نقطة لو لم يتم خصم أربع نقاط من رصيده. أما الآن، فقد تجاوز الفريق إجمالي عدد النقاط الذي حصل عليه الموسم الماضي بخمس نقاط، مع تبقي 17 جولة على نهاية الموسم.
ومن وجهة نظر تكتيكية، هناك العديد من السمات البارزة التي تذكرنا بفريق ليستر سيتي الرائع. وتتمثل السمة المشتركة الأبرز في أن كلا الفريقين لا يعتمدان كثيراً على الاستحواذ على الكرة، ويعتمدان بدلاً من ذلك على الهجمات المرتدة السريعة. وهناك أيضاً أوجه تشابه واضحة فيما يتعلق بمركز المهاجم الصريح، فقد صنع كل من كريس وود وجيمي فاردي اسميهما بعيداً عن الدوري الإنجليزي الممتاز قبل أن يتألقا وسط الكبار. كما أنهما ممتازان في إنهاء الهجمات المباشرة والهجمات المرتدة والتحولات السريعة من الدفاع للهجوم، وهو ما يجعلهما مناسبين تماماً للطريقة التي يلعب بها فريقاهما.
سجل وود 13 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن، وبالتالي فإنه يقترب من الـ24 هدفاً التي سجلها فاردي في المسابقة خلال موسم 2015-2016 الذي لا يصدق. ومن المثير للاهتمام أن المهاجم النيوزيلندي يتفوق على فاردي فيما يتعلق بتحويل الفرص إلى أهداف حتى هذه الجولة من الموسم، ويسجل الأهداف بمعدل مماثل تقريباً لفاردي. وهناك سمة مشتركة أخرى بين الفريقين، وهي الاستقرار الدفاعي، حيث يقدم ثنائي قلب دفاع نوتنغهام فورست نيكولا ميلينكوفيتش وموريليو مستويات رائعة وثابتة، ويتميزان بالقدرة على امتصاص الضغوط، ويمكن قول الشيء نفسه عن ويس مورغان وروبرت هوث قبل تسع سنوات من الآن.
كما أن كلا الفريقين لديهما أربعة مدافعين ثابتين ومستقرين. وتشير الأرقام والبيانات إلى أن الطريقة الخططية والتكتيكية العملية والمنظمة للغاية التي يعتمد عليها نونو سانتو تتميز بنفس الفعالية التي كانت عليها طريقة رانييري مع ليستر سيتي في موسم 2015-2016. وخرج نوتنغهام فورست بشباك نظيفة أكثر من أي فريق آخر في الدوري، ولم يرتكب أي خطأ فردي يؤدي إلى استقبال هدف، وهو الأمر الذي حدث مرة واحدة فقط مع ليستر سيتي عندما فاز باللقب.
وفي الوقت الحالي، وبعد مرور 21 جولة من الموسم، جمع نوتنغهام فورست 41 نقطة، وهو نفس عدد النقاط الذي حصل عليه ليستر سيتي تحت قيادة رانييري حتى هذه المرحلة. لكن ما الذي يمكن أن يحدث بعد ذلك؟ يُعد نوتنغهام فورست هو الفريق الوحيد الذي فاز على المتصدر ليفربول حتى الآن هذا الموسم، قبل أن يلتقي الفريقان على ملعب سيتي الثلاثاء وانتهت المواجهة بالتعادل. وكانت هذه المباراة هي الأولى ضمن سلسلة صعبة من ثماني مباريات سيصطدم خلالها نوتنغهام فورست بسبعة فرق توجد حالياً في النصف العلوي من جدول الترتيب. وإذا تمكن نوتنغهام فورست من اجتياز هذه السلسلة الصعبة من المباريات والبقاء ضمن المراكز الأربعة الأولى، فسيكون لديه فرصة رائعة للتأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
وبعد ذلك، سيخوض نوتنغهام فورست ثماني مباريات من آخر 10 مباريات له ضد فرق تحتل حالياً المركز الحادي عشر أو أقل. وإذا قارنَّا مواجهتي نوتنغهام فورست مع آرسنال وتشيلسي (والتي يتعين عليهما اللعب أمام نوتنغهام فورست على ملعبه)، فإن سلسلة مباريات نوتنغهام فورست ستكون الأسهل بعد سلسلة المباريات التي تنتظر آرسنال. فهل يستطيع نوتنغهام فورست حقاً الفوز باللقب؟ يجب الإشارة هنا إلى أن نوتنغهام فورست لديه سجل حافل في كرة القدم الإنجليزية، حيث فاز باللقب في موسم 1977-1978، ثم تبع ذلك بالفوز بكأس أوروبا مرتين في موسمي 1978-1979و1979-1980. يغرد ليفربول منفرداً في صدارة جدول الترتيب، ويسير بخطى ثابتة لإنهاء الموسم برصيد 92 نقطة إذا سار بنفس المعدل الحالي للنقاط.
قد يتعثر الريدز بالطبع، لكن إذا سار نوتنغهام فورست بنفس المعدل الحالي فسوف ينهي الموسم بـ76 نقطة، وبالتالي يتعين عليه أن يتحسن كثيراً لكي يقترب من القمة. فهل هذا ممكن؟ لم يستبعد لاعب خط الوسط المهاجم مورغان غيبس وايت هذا الاحتمال عندما تحدث إلى شبكة «سكاي سبورتس» مؤخراً، حيث قال: «سيكون أمراً لا يصدق على الإطلاق، خاصة بالنسبة للجمهور. سيكون هناك عدد قليل من الجماهير الذين سيرون النادي يحصل على بطولة الدوري مرتين، لذا فإن منحهم هذه الفرصة هو ما نريده حقاً كنادٍ».
ويستمتع مايكل أوين، الذي فاز باللقب في موسم 2010-2011 مع مانشستر يونايتد، أيضاً بفكرة تحقيق نجاح مذهل آخر مع فريق غير مرشح للفوز باللقب، حيث قال عندما سئل عن إمكانية فوز نوتنغهام فورست باللقب: «بالطبع يمكن أن يحدث ذلك، ولم لا؟ فهذه هي متعة كرة القدم. كنت أتساءل عما إذا كان يمكنه حجز مقعد أوروبي، لكن بمجرد أن أدركت أن ليستر سيتي فاز باللقب وكان لديه نفس العدد من النقاط حتى هذه الجولة، بدأت أفكر فيما إذا كان بإمكان نوتنغهام فورست الفوز باللقب حقاً».
فما الذي تقوله الأرقام والإحصائيات؟ عندما تنظر إلى متوسط النقاط المطلوبة لإنهاء الموسم ضمن المراكز الخمسة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ عام 2000. فسيكون من المنطقي أن يحلم نوتنغهام فورست بالتأهل للمسابقات الأوروبية. يبدو من غير المرجح أن يتحسن الفريق بالقدر الذي يمكنه من احتلال المركز الأول، لكن من الممكن تحقيق المركز الثالث أو الرابع أو الخامس.
وسيتوقف الكثير على كيفية تعامله مع المباريات السبع المقبلة كما تم ذكره من قبل، لكن إذا حافظ الفريق على متوسطه الحالي والبالغ نقطتين في المباراة الواحدة، فسيكون ذلك كافياً بالتأكيد لإنهاء الموسم في المركز الثالث. كما يجب أن تبتعد الإصابات عن اللاعبين، وأن يحافظ وود وجيبس وايت وأنتوني إلانغا وكالوم هدسون أودوي على مستواهم العالي، لكن هذا ليس مستحيلاً.
وفي ظل المستويات القوية التي يقدمها، والروح العالية التي يتحلى بها اللاعبون، فمن حق نوتنغهام فورست أن يحلم بالذهاب بعيداً. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن نوتنغهام فورست كان هو البادئ بالتسجيل في 17 مباراة من أصل 21 مباراة، وهو أعلى رقم لأي فريق في الدوري. ولم يتأخر الفريق في النتيجة سوى في 14.6 في المائة من إجمالي الدقائق التي لعبها حتى الآن هذا الموسم، ولا يتفوق عليه في هذه الإحصائية سوى ليفربول (14.2 في المائة) وآرسنال (9.5 في المائة).
وتشير الإحصائيات أيضاً إلى أن أربعة فرق فقط من أصل 70 فريقاً حصدوا 40 نقطة على الأقل بعد 21 جولة، فشلوا في إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى. ويتجه نوتنغهام فورست إلى الحفاظ على نظافة شباكه في 17 مباراة، وهو ما يزيد بأربع مباريات عما حققه مانشستر سيتي في كل من موسميه الأخيرين اللذين فاز فيهما باللقب. ويبلغ متوسط أهداف نوتنغهام فورست 1.45 هدف في المباراة الواحدة، وهو ما يعني أن الفريق سيحرز 55 هدفاً في نهاية الموسم في حال تسجيله بنفس المعدل الحالي. وقد سجل آخر ثمانية أبطال للمسابقة 83 هدفاً على الأقل، في حين سجل ليستر سيتي 68 هدفاً.
اكتشاف المزيد من اشراق اون لاين
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.