تركيا توقف عشرات الجنود بالجيش والشرطة لارتباطهم بـ«حركة غولن»

استئناف المفاوضات الإيرانية – الأميركية في روما وسط «الخطوط الحمراء»
بدأت المفاوضات بين الوفدين الإيراني والأميركي في مقر السفارة العُمانية وسط العاصمة الإيطالية روما، في جولة حساسة تطغى عليها خلافات جوهرية، أبرزها مستقبل تخصيب اليورانيوم داخل إيران، في إطار اتفاق محتمل.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، مسيّر المحادثات، بدأ نقل الرسائل بين الوفدين، بعد لحظات من وصولهما إلى مقر السفارة في وسط روما.
ومع بدء المفاوضات، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقايي، إن وجهة نظر إيران بشأن مواقف أميركا «المتناقضة والعقوبات سيتم طرحها بشكل واضح وجاد في بداية المحادثات غير المباشرة مع الطرف الآخر».
وقال إن هذه الجولة تعد «استمراراً لمسار معين، ومع ذلك من الطبيعي أن تكون لكل جولة من المفاوضات حساسيات وظروف خاصة بها، خاصةً مع المواقف المتناقضة التي سمعناها خلال هذا الأسبوع من مسؤولين أميركيين مختلفين».
والرهان كبير لكلا الجانبين؛ إذ يريد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحد من قدرة طهران على إنتاج سلاح نووي قد يُشعِل سباق تسلّح نووي في المنطقة. ومن ناحية أخرى، تريد إيران التخلص من العقوبات المدمرة المفروضة على اقتصادها المعتمد على النفط.
وسيعقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ومبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، جولة خامسة من المحادثات، عبر وسطاء عُمانيين، على الرغم من إعلان كل من واشنطن وطهران موقفاً متشدداً في التصريحات بشأن تخصيب اليورانيوم الإيراني.
ووجَّه عراقجي رسالة تحذيرية إلى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، عارضاً عليه خيارين لا ثالث لهما: إما القبول باستمرار تخصيب اليورانيوم داخل إيران والتوصل إلى اتفاق، أو رفض الاتفاق برمّته إذا أصرت واشنطن على تقليص أو تصفير التخصيب. وقال: «الوصول إلى اتفاق ليس علماً معقداً».
وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي: «نحن واثقون في الطبيعة السلمية لبرنامجنا النووي، وبالتالي لا مشكلة لدينا من حيث المبدأ في مزيد من عمليات التفتيش والشفافية». وأضاف أن «خلافات جوهرية» ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة، محذراً من أنه إذا أرادت الولايات المتحدة منع إيران من تخصيب اليورانيوم «فلن يكون هناك اتفاق».
وأفاد مصدران إيرانيان شبكة «سي إن إن» بأن فرص نجاح الجولة تبدو ضئيلة، في ظل تمسك الولايات المتحدة بمطلب تفكيك برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني بالكامل – وهو ما تعتبره طهران خطاً أحمر قد يؤدي إلى انهيار المفاوضات.
وبحسب المصدرين، فإن المشاركة الإيرانية في محادثات روما تهدف أساساً إلى تقييم المستجدات في الموقف الأميركي، لا إلى تحقيق اختراق جوهري في مسار التفاوض.
وقال المصدران: «تصريحات المسؤولين الأميركيين وسلوكهم التفاوضي خيّبت آمال صُنَّاع القرار في طهران. الإصرار على (صفر تخصيب)، رغم علم واشنطن باستحالته من وجهة نظر إيران، يشير إلى أن الجانب الأميركي لا يسعى بجدية نحو اتفاق، بل يستخدم المفاوضات أداة ضغط سياسي».
وعلى الرغم من إصرار إيران على أن المحادثات غير مباشرة، فإن مسؤولين أميركيين ذكروا أن المناقشات، بما في ذلك أحدث جولة في 11 مايو (أيار) بعُمان، كانت «مباشرة وغير مباشرة».
وأضاف المصدران أن «بعض المسؤولين الإيرانيين كانوا يأملون إمكان الوصول إلى تسوية متوازنة، لكن بات هناك إجماع الآن على أن إدارة ترمب تدفع المحادثات نحو طريق مسدود».
وأوضح المصدران أن واشنطن وطهران لا ترغبان في الانسحاب من طاولة المفاوضات، لكن «تصلُّب الموقف الأميركي جعل الاجتماعات غير مثمرة، ومن غير المرجح استمرارها طويلاً».
كما أشار المصدران إلى أن طهران لم تعد تأخذ بجدية محاولات الولايات المتحدة للتميّز عن الموقف الإسرائيلي المتشدد، معتبرين أن المقترحات الأميركية تتماشى مع أجندة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرفض بشكل قاطع أي شكل من أشكال التخصيب في إيران.
بدورها، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن محمد مرندي المستشار الإعلامي في الفريق المفاوض النووي، المقرب من مكتب المرشد الإيراني، قوله إن «سيادة إيران (خط أحمر)، وإيران لن تتخلى بأي حال من الأحوال عن الحق في تخصيب اليورانيوم». وتابع: «إذا كانت الولايات المتحدة تتوقع أن توقف إيران التخصيب، فلن يكون هناك أي اتفاق. الأمر بهذه البساطة».
وقالت طهران وواشنطن إنهما تفضلان الدبلوماسية لتسوية الأزمة، لكنهما لا تزالان منقسمتين بشدة بشأن عدة خطوط حمراء سيتعين على المفاوضين تجاوزها للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، وتجنُّب أي عمل عسكري مستقبلي.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، إن واشنطن تعمل على التوصل إلى اتفاق يسمح لإيران ببرنامج نووي مدني دون تخصيب اليورانيوم، مع اعترافه بأن تحقيق مثل هذا الاتفاق «لن يكون سهلاً».
ورفض المرشد علي خامنئي، صاحب القول الفصل في شؤون الدولة، مطالب واشنطن بوقف طهران تخصيب اليورانيوم، ووصفها بأنها «مُبالَغ فيها وفظيعة»، منوهاً بأنه يستبعد أن تسفر المحادثات عن نتائج. ومن العقبات التي لا تزال قائمة رفض طهران شحن جميع مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج، أو الدخول في مناقشات حول برنامجها للصواريخ الباليستية.
وتقول إيران إنها مستعدة لقبول بعض القيود على تخصيب اليورانيوم، لكنها تحتاج إلى ضمانات لا لبس فيها لعدم تراجع واشنطن عن أي اتفاق نووي مستقبلي.
وكان ترمب الذي أعاد فرض سياسة «أقصى الضغوط» على طهران منذ فبراير (شباط)، قد تخلى عن الاتفاق النووي المبرَم في 2015 بين إيران و6 قوى عالمية في 2018 خلال ولايته الأولى، وأعاد فرض عقوبات أميركية كاسحة أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل. وردَّت إيران بزيادة وتيرة تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز حدود الاتفاق المبرَم في 2015.
وقد تكون تكلفة فشل المحادثات باهظة؛ فمع قول طهران إن الأغراض من نشاطها النووي سلمية، تقول إسرائيل العدو اللدود لإيران إنها لن تسمح أبداً للنظام الإيراني بامتلاك أسلحة نووية.
وحذر عراقجي (الخميس) من أن واشنطن ستتحمل المسؤولية القانونية في حالة شن هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في أعقاب تقرير لشبكة «سي إن إن» عن احتمال تجهيز إسرائيل لشن هجمات على إيران.
وفي ظل الخطر الذي يهدد المحادثات النووية بسبب تنامي التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بشأن تخصيب اليورانيوم في طهران، قالت 3 مصادر إيرانية يوم الثلاثاء إن القيادة الإيرانية ليست لديها خطة بديلة واضحة إذا انهارت الجهود الرامية إلى تجاوز المواجهة.
اكتشاف المزيد من اشراق اون لاين
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.