تبرز BNPL كخيار الدفع المفضل للمستهلكين السعوديين
تطرح المملكة العربية السعودية قوانين جديدة لتسهيل تسجيل الأعمال والأسماء التجارية
الرياض: تم وصف اللوائح الجديدة في المملكة العربية السعودية المصممة لتبسيط عمليات التسجيل التجاري والاسم التجاري بأنها “تغير قواعد اللعبة” بالنسبة لرواد الأعمال.
تمت الموافقة على القوانين في سبتمبر، ومن المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الأسابيع المقبلة وتهدف إلى تعزيز كفاءة الأعمال وتحسين البيئة التجارية الشاملة.
وقال الخبراء لصحيفة عرب نيوز إن اللوائح الجديدة ستساعد في تشجيع الشركات الصغيرة، وخاصة تلك التي تقودها النساء، وهي المكونات الرئيسية لاستراتيجية التنويع الاقتصادي لرؤية المملكة 2030.
وفي الربع الأول من عام 2024 وحده، شهد قطاع التجارة 104.000 سجل تجاري جديد، مما يمثل زيادة بنسبة 59 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. كما أصدرت وزارة التجارة 65.363 تصريحًا خلال هذا الوقت من العام الماضي.
وعندما تم الإعلان عن التغييرات، قال وزير التجارة ماجد بن عبد الله القصبي إنها مصممة لتبسيط العمليات التجارية من خلال تقديم نظام تسجيل وطني موحد.
وأشاد رايان النيسيان، الشريك في شركة آرثر دي ليتل لاستخبارات الأعمال، بهذه اللوائح باعتبارها “تغير قواعد اللعبة”، مشيرًا إلى أنه من خلال تبسيط وتسريع عملية التسجيل، فإن القوانين الجديدة تقضي على الاختناقات البيروقراطية التي أبطأت في السابق إطلاق الأعمال.
وقال لصحيفة عرب نيوز: “هذا مهم بشكل خاص للشركات الناشئة حيث يمكن أن يكلف كل تأخير الزخم. ويمكن لرواد الأعمال الآن إطلاق مشاريعهم بسرعة، مع التركيز على النمو بدلاً من التعامل مع المعاملات الورقية.
وأشار النسيان إلى أن الارتفاع الحاد في تسجيلات الأعمال يعد مؤشرا واضحا على أن المملكة العربية السعودية أصبحت نقطة جذب لنشاط ريادة الأعمال. ويعزو هذا النمو إلى تركيز الحكومة على الإصلاحات الصديقة للأعمال ومبادرات رؤية 2030، التي تخلق بيئة أعمال أكثر بساطة.
والجدير بالذكر أن النساء حصلن على 44% من التسجيلات الجديدة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، مما يؤكد الارتفاع الكبير في مشاركة المرأة في عالم الأعمال.
وشدد النيسيان على أهمية هذه الإحصائية، مشيراً إلى أن الأنظمة الجديدة تزيل العوائق التي كانت تثبط في السابق رائدات الأعمال.
وأضاف: “نظرًا لأن البيئة أصبحت أكثر سهولة، فمن المرجح أن نشهد نموًا مستمرًا في الشركات التي تقودها النساء، مما يدعم الشمول بين الجنسين في التنمية الاقتصادية في المملكة العربية السعودية”.
وبتطبيق هذه اللوائح يصل إجمالي عدد الشهادات التجارية الصادرة في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية إلى أكثر من 1.45 مليون شهادة.
وأوضح المحامي المقيم في لبنان جهاد شدياق، أن القانونين الجديدين، قانون السجل التجاري وقانون الأسماء التجارية، من المقرر أن يدخلا حيز التنفيذ بعد 180 يوما من نشرهما في الجريدة الرسمية، والمتوقع خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وستحل هذه القوانين محل التشريعات القديمة بالكامل، حيث أصبح قانون السجل التجاري الحالي ساري المفعول منذ عام 1995 وقانون الأسماء التجارية الصادر في عام 1999.
وبحسب شدياق، فإن إدخال هذين القانونين “يأتي تماشيا مع الإصلاحات القانونية الأخيرة التي تقوم بها المملكة، بما في ذلك قانون الاستثمار الجديد الذي يسمح بالملكية الأجنبية الكاملة للشركات، وتعديل قانون العمل، في حين أن الهدف الرئيسي هو تنفيذ رؤية 2030 وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة”.
وأوضح شدياق أن قانون الأسماء التجارية الجديد يعزز بشكل خاص الحماية القانونية للملكية الفكرية، مما يسهل على الشركات حجز أسمائها التجارية ونقلها وحمايتها.
وأشار إلى أن القانون الجديد “يحظر تسجيل أسماء مماثلة للأسماء الموجودة بغض النظر عن اختلاف الأنشطة التجارية، ويسهل عملية نقل ملكية الاسم التجاري دون الحاجة إلى نقل الأعمال بالكامل”.
وتهدف هذه الخطوة، بحسب شدياق، إلى الحد من النزاعات وتعزيز المنافسة العادلة من خلال تشجيع الشركات على اعتماد أسماء تجارية فريدة ومميزة.
وتضع القوانين الجديدة أيضًا مبادئ توجيهية لحل النزاعات المتعلقة بالأسماء التجارية وتسجيل الأعمال.
وعلق شدياق أن قاعدة البيانات الإلكترونية المركزية لتسجيل الأعمال والأسماء التجارية ستقلل من الازدواجية، وتحسن الشفافية، وتعزز التوحيد في جميع أنحاء المملكة.
وأوضح أن عمليات التسجيل المحسنة والإطار القانوني المعزز من المرجح أن يمنع النزاعات حول الأسماء التجارية المماثلة.
وذكر أيضًا أن النظام القانوني في المملكة العربية السعودية يشجع الطرق البديلة لتسوية المنازعات مثل الوساطة والتحكيم، مما يساعد على تخفيف العبء على المحاكم وتوفير خيارات مرنة للشركات المشاركة في النزاعات.
وبحسب عبدالرحمن الحسين المتحدث الرسمي باسم وزارة التجارة، فإن النظام الجديد يعتمد على أفضل الممارسات العالمية.
واتفق مع ذلك آرثر دي ليتل النسيان، مشيراً إلى أن اعتماد أفضل الممارسات الدولية في نظام التسجيل الجديد سيجعل المملكة العربية السعودية سوقاً أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب.
وأوضح: “يعد نظام التسجيل الوطني الموحد بمثابة فوز كبير للشركات المحلية والأجنبية على حد سواء. إنه يزيل تعقيد التعامل مع وكالات متعددة ويوفر منصة شاملة لجميع التسجيلات المتعلقة بالأعمال التجارية.
وأضاف أن هذا يشير إلى بيئة تشغيل أكثر شفافية وقابلية للتنبؤ، وتتماشى مع المعايير العالمية وتجعل دخول السوق أكثر سلاسة بالنسبة للشركات العالمية.
توفر الإصلاحات أيضًا حماية معززة للاسم التجاري، وهو ما أبرزه النسيان باعتباره أمرًا بالغ الأهمية للشركات التي تتطلع إلى التوسع محليًا ودوليًا.
وقال: “في سوق اليوم، غالبًا ما تكون العلامة التجارية للشركة واحدة من أصولها الأكثر قيمة”. “من خلال ضمان حماية أقوى للأسماء التجارية، يمكن للشركات الاستثمار بثقة في علامتها التجارية، مع العلم أنها آمنة. وبمرور الوقت، سيؤدي ذلك إلى بناء ثقة المستهلك وتعزيز التواجد في السوق ودعم النمو على المدى الطويل.
بالنسبة لأولئك الذين لديهم سجلات فرعية حالية، يتم تقديم فترة سماح مدتها خمس سنوات لنقل تسجيلاتهم أو إلغائها. وأشار شدياق إلى أنه في حين توفر فترة السماح هذه مرونة، فإنها تثير أيضا تحديات أمام الشركات فيما يتعلق بتاريخ الشركة وأقدميتها، خاصة إذا اختارت إلغاء سجلاتها الفرعية.
وأوضح أنه يجب على الشركات أن تدرس بعناية التأثير المحتمل على هويتها التجارية عند اتخاذ القرارات خلال هذه المرحلة الانتقالية.
وإلى جانب هذه التغييرات، وافق مجلس الوزراء أيضًا على نظام جديد لضريبة المعاملات العقارية وإجراءات أخرى ذات صلة. وأوضح شدياق أن القانون العقاري الجديد يستبدل ضريبة القيمة المضافة السابقة البالغة 15 بالمئة على المبيعات العقارية بضريبة قدرها 5 بالمئة على نقل ملكية العقارات.
وأشار إلى أن هذا الإصلاح لن يخفف العبء المالي على الشركات فحسب، بل سيجذب أيضا الاستثمار المحلي والأجنبي إلى القطاع العقاري.
وتُعفى من هذه الضريبة بعض المعاملات، مثل توزيع الميراث والتحويلات الخيرية، الأمر الذي يعتقد شدياق أنه سيحفز زيادة النشاط في سوق العقارات.
كما سلط النيسيان الضوء على أهمية هذا النظام الجديد لضريبة المعاملات العقارية، مشيراً إلى أنه يكمل الإصلاحات التجارية الأوسع من خلال تعزيز سوق العقارات الأكثر تنظيماً وشفافية.
وأوضح أن هذه الشفافية ضرورية مع نمو المملكة العربية السعودية كمركز للأعمال، وتحقيق الاستقرار في أسواق العقارات ودعم جهود التنويع الاقتصادي الأوسع.
وأضاف شدياق أن المستشار القانوني سيلعب دورا حاسما في مساعدة الشركات على اجتياز الفترة الانتقالية للأنظمة الجديدة، خاصة فيما يتعلق بفترة سماح مدتها خمس سنوات للتسجيلات الحالية.
وشدد على ضرورة بقاء الشركات على اطلاع وطلب المشورة المهنية لضمان الامتثال للوائح المحدثة.
وقد ردد النيسيان هذا الشعور، حيث نصح الشركات بالتعامل مع الخدمات الاستشارية القانونية والتجارية في وقت مبكر للاستفادة الكاملة من العمليات المبسطة.
وأضاف: “إن المرونة في التكيف مع هذه الإصلاحات ستمنح الشركات ميزة تنافسية كبيرة في هذا المشهد المتطور”.
اكتشاف المزيد من اشراق اون لاين
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.