أهم الأخبار

بعد عرض ماسك… «أوبن إيه آي» تؤكد أن الشركة «ليست للبيع»


«غوغل كلاود»: «نشهد عصراً جديداً من الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في السعودية»

تواصل المملكة العربية السعودية تعزيز مكانتها بصفتها مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، مدفوعة بـ«رؤية 2030» والتوجه نحو التحول الرقمي.

وخلال مؤتمر «ليب 2025» الذي تستضيفه مدينة الرياض، أعلنت «غوغل كلاود» (Google Cloud) عن سلسلة من المبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى تسريع تبني الذكاء الاصطناعي، وتعزيز البنية التحتية السحابية، ودعم الابتكار في القطاعات الرئيسية بالمملكة.

عبد الرحمن الذهيبان المدير العام لـ«غوغل كلاود» في تركيا والشرق الأوسط وأفريقيا متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» من معرض «ليب» (غوغل كلاود)

وفي مقابلة حصرية مع «الشرق الأوسط»، أكد عبد الرحمن الذهيبان، المدير العام لـ«غوغل كلاود» في تركيا والشرق الأوسط وأفريقيا، على التزام الشركة العميق بالسوق السعودية، ودورها المتنامي في النظام البيئي للذكاء الاصطناعي في المنطقة، وكيف تتماشى استثمارات «غوغل كلاود» الجديدة مع الاستراتيجية الرقمية الطموحة للمملكة.

وقال الذهيبان إن المملكة العربية السعودية هي واحدة من أسرع أسواق الحوسبة السحابية نمواً في العالم، و«نحن نشهد تبنياً سريعاً لتقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية عبر مختلف القطاعات».

وأضاف: «(غوغل كلاود) ملتزمة بدعم التحول الرقمي في المملكة من خلال تقديم بنية تحتية عالمية المستوى، وحلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وخبرات متعمقة في مختلف الصناعات».

دعم طموحات السعودية في الذكاء الاصطناعي

كان أحد أبرز إعلانات «غوغل كلاود» خلال «ليب 2025» هو التوسع المستمر في البنية التحتية السحابية في المملكة. وتلعب منطقة «غوغل كلاود» في الدمام، التي أصبحت قيد التشغيل منذ أكثر من عام ونصف العام، دوراً رئيسياً في تمكين الشركات من الانتقال إلى السحابة، وتعزيز الكفاءة، وتحفيز الابتكار. ومع تبني المزيد من المؤسسات لاستراتيجيات الحوسبة السحابية أولاً، تواصل الشركة تعزيز وجودها شريكاً رئيسياً في هذا التحول.

ومن الخطوات المهمة في هذا الاتجاه، التعاون بين «غوغل كلاود» وصندوق الاستثمارات العامة (PIF) لإنشاء مركز للذكاء الاصطناعي في الدمام، وهو إنجاز يتماشى مع جهود التحول الرقمي الأوسع في المملكة. يهدف هذا المشروع إلى توسيع قدرات الذكاء الاصطناعي عبر مختلف الصناعات، وضمان الاعتماد على السحابة بوصفه خياراً أساسياً للعمليات التجارية والتطور التكنولوجي. كما يسعى المشروع إلى تدريب ملايين المهنيين وتعزيز محو الأمية الرقمية والخبرة في الذكاء الاصطناعي بين القوى العاملة. ومن المتوقع أن يكون لهذا المشروع تأثير اقتصادي كبير، حيث تشير التوقعات إلى إضافة 71 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي للمملكة خلال السنوات السبع المقبلة، إلى جانب خلق آلاف من فرص العمل الجديدة.

وأشار الذهيبان إلى أن ريادة المملكة في تبني الذكاء الاصطناعي مدفوعة بإطار تنظيمي قوي ورؤية حكومية واضحة. وقال: «السوق السعودية فريدة من نوعها. ومع تركيز (رؤية 2030) على التحول الرقمي والمشاريع الضخمة مثل نيوم، هناك فرصة هائلة لتقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية لإعادة تشكيل الصناعات وإطلاق إمكانات اقتصادية جديدة».

يعد التحول السحابي في السعودية خطوة أساسية نحو بناء بيئة أعمال متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)

الحلول السحابية المدعومة بالذكاء الاصطناعي

بدأت قدرات «غوغل كلاود» في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية بالفعل في إحداث تأثير كبير عبر القطاعات المختلفة في المملكة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، التعاون مع شركة المراعي، أكبر شركة ألبان في المنطقة، لنقل العمليات الرئيسية من البنية التحتية التقليدية إلى السحابة.

وأوضح الذهيبان أن «الذكاء الاصطناعي لم يعد خياراً بل ضرورة للشركات التي تسعى إلى التوسع وتحسين الكفاءة». وأضاف: «شركات مثل المراعي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة والتحليلات الضخمة من Google Cloud لتحسين عملياتها، وخفض التكاليف، وتعزيز اتخاذ القرارات».

وتتيح تقنيات «غوغل كلاود»، مثل «BigQuery»، و«Vertex AI» و«Cortex for SAP» للمؤسسات تحليل البيانات الفورية، وتحسين إدارة سلاسل التوريد، وتحسين تجربة العملاء. ومع انتقال المزيد من الشركات إلى السحابة، من المتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في تعزيز الإنتاجية والابتكار.

ضمان تبنٍ آمن للذكاء الاصطناعي

مع تسارع تبني الذكاء الاصطناعي، تزداد المخاوف بشأن أمن البيانات، والامتثال التنظيمي، وحوكمة الذكاء الاصطناعي. ولهذا، اعتمدت «غوغل كلاود» نهجاً استباقياً للأمن السيبراني، حيث تضمن أن بنيتها التحتية السحابية تلتزم بأعلى معايير الأمان في المملكة العربية السعودية.

وعَدّ الذهيبان «غوغل كلاود» من أكثر مزودي الخدمات السحابية أماناً على مستوى العالم، حيث «نلتزم بأعلى المعايير التنظيمية». وأضاف: «قبل إطلاق أي منطقة سحابية في أي بلد، نقوم بتقييم ثلاثة محاور رئيسية هي جدوى الأعمال وجاهزية البنية التحتية والسياسات التنظيمية لضمان النشر السلس والآمن».

من خلال نموذج الأمان الصفري والتشفير المتقدم، تضمن «غوغل كلاود» حماية بيانات المؤسسات والجهات الحكومية في المملكة، مما يجعل تبني الذكاء الاصطناعي أكثر أماناً وقابلية للتوسع.

تشمل مبادرات «غوغل كلاود» تدريب الملايين من السعوديين على المهارات الرقمية والذكاء الاصطناعي (شاترستوك)

الاستدامة والمسار نحو الحياد الكربوني

تعد الاستدامة ركيزة أساسية في استراتيجية «غوغل كلاود»، حيث تتماشى خططها مع هدف المملكة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060. وأعلنت الشركة التزامها بأن تكون جميع عملياتها قائمة على الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، مما يضمن أن تكون مراكز بياناتها وحلول الذكاء الاصطناعي صديقة للبيئة.

وصرح الذهيبان لـ«الشرق الأوسط» بأن «كل منطقة سحابية قمنا بإنشائها مصممة مع مراعاة الاستدامة منذ البداية». وذكر أنه يتم العمل بشكل وثيق مع الشركات السعودية لدمج حلول الطاقة المتجددة في عملياتها السحابية وتقليل البصمة الكربونية.

كما تتعاون «غوغل كلاود» مع شركاء في مختلف الصناعات لتعزيز الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تساهم في تحسين كفاءة استهلاك الموارد وتقليل التأثير البيئي.

الرؤية لمستقبل السعودية الرقمي

تتحرك المملكة العربية السعودية بسرعة نحو اقتصاد رقمي قائم على الذكاء الاصطناعي، وتلعب «غوغل كلاود» دوراً محورياً في تشكيل هذا المستقبل. ومع استعداد المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 وإكسبو 2030، ستصبح الاستثمارات في الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية الرقمية، ضرورية لدعم تجارب رقمية واسعة النطاق وتطوير المدن الذكية.

وشدد الذهيبان على أن المملكة العربية السعودية أصبحت منصة عالمية للابتكار الرقمي، مشيراً إلى أن «الاستثمارات التي أعلنا عنها في (ليب 2025) والتي تجاوزت 14 مليار دولار ليست سوى البداية». وقال: «نرى إمكانيات هائلة للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والأمن السيبراني لإعادة تشكيل الصناعات وخلق الوظائف ودفع النمو الاقتصادي على المدى الطويل».

من خلال توسيع البنية التحتية السحابية وتطوير حلول الذكاء الاصطناعي وتعزيز الأمن السيبراني ودعم الاستدامة، تساهم «غوغل كلاود» في تعزيز مكانة السعودية بوصفها قوة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.



المصدر


اكتشاف المزيد من اشراق اون لاين

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق اون لاين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading