المجال المغناطيسي للأرض يحفز «رقصة السلاحف»

أشارت دراسة حديثة إلى أن المجال المغناطيسي للأرض يحفز قوة عظمى في السلاحف البحرية تجعلها «ترقص».
ويعد ذلك أحد أعمق ألغاز الأرض المرتبط بالنواة الداخلية للكوكب، إذ تتكون هذه الكرة الصلبة الساخنة من الحديد والنيكل، ويبلغ حجمها نحو 70 في المائة من حجم القمر. وأشارت الأبحاث الحديثة إلى أن هذا المركز الكثيف عكس دورانه، والآن وجد العلماء أيضاً أدلة على أن شكل النواة الداخلية يتغير.
وتقطع السلاحف البحرية ذات الرأس الكبير رحلات هجرة مثيرة للإعجاب عبر المحيطات – ولديها قوة عظمى توجهها إلى مناطق التعشيش والتغذية دون وجود أي معلم في الأفق. كما تعتمد السلاحف على المجال المغناطيسي للأرض لمساعدتها في التنقل بطريقتين. تساعد الخريطة المغناطيسية في تتبع الموقع، وتوجهها البوصلة المغناطيسية في الاتجاه الصحيح، حسبما أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية.
وفي الدراسة الحديثة، أظهرت أن السلاحف ذات الرأس الكبير تحفظ المجالات المغناطيسية لمساعدتها في العثور على الطعام بعد الهجرة. وفي الواقع، ترقص السلاحف الصغيرة في نمط حركة معين استجابة لإشارات مغناطيسية تذكرها بالمكان الذي تناولت فيه وجبات الطعام سابقاً – والحركة اللطيفة هي شيء يجب أن تراه لتصدقه، وفقاً للدراسة.
ووفقاً للدراسة التي نُشرت في مجلة «نيتشر» بقيادة كايلا جوفورث من جامعة نورث كارولينا، فإن الدراسة توفر أول «دليل مباشر على أن الحيوان يمكنه تعلم وتذكر التوقيع المغناطيسي الطبيعي لمنطقة جغرافية».
ويتطلب هذا من الحيوانات المهاجرة «تعلم الإحداثيات المغناطيسية للوجهة». ووجد الباحثون أن موهبة السلاحف في رسم الخرائط كانت منفصلة عن بوصلتها الداخلية، مما يشير إلى أن شكلي «الاستقبال المغناطيسي» يعملان بطرق مختلفة.
ولإجراء التجربة، وضع العلماء سلاحف صغيرة من نوع الرأس الضخم في حوض محاط بملف مغناطيسي يحاكي المجال المغناطيسي للمحيط الأطلسي. كل يوم على مدى شهرين، غيّر العلماء المجال المغناطيسي للخزان بين ساحل أميركا الشمالية وخليج المكسيك.
ولم يكن يتم إطعام السلاحف إلا عندما تلقت المعلومات المغناطيسية لإحدى المناطق. وعندما كانت السلاحف تتوقع الطعام، كانت ترفرف بجناحيها وتفتح أفواهها وتدور في دوائر في الماء. وصوّر الباحثون هذا السلوك، الذي أطلقوا عليه اسم «رقصة السلاحف». كما رقصت السلاحف بأقصى قدر من الحماس في الحوض الذي كانت تعلم بأنه سيزودها بالطعام.
وقال الباحثون إن هذا كان «دليلاً قوياً» على أن السلاحف يمكنها تعلم التوقيعات المغناطيسية لـ«مناطق جغرافية محددة». وحتى عند اختبارها بعد 4 أشهر، كانت السلاحف لا تزال تعرف أين يجب أن ترقص.
ولا يعرف أحد على وجه التحديد كيف تتفاعل الحيوانات مع هذه المعلومات المغناطيسية. إذ تقول إحدى النظريات إن بعضها يستطيع اكتشاف تأثير المجال المغناطيسي أثناء تفاعل كيميائي بين جزيئات حساسة للضوء. ولكن عندما حاول الباحثون التلاعب بهذه العملية باستخدام ما يسمى حقول الترددات الراديوية، استمرت السلاحف بالرقص في مكانها دون إزعاج.
وخلص الباحثون إلى أن «الفرضية العملية المعقولة هي أن إحساس البوصلة يعتمد على الاستقبال المغناطيسي الكيميائي، في حين يعتمد إحساس الخريطة على آلية بديلة». وتدعم هذه الفرضية علامات تشير إلى أن الحيوانات المهاجرة الأخرى مثل الطيور والبرمائيات قد تكون لديها أيضاً مستقبلات مجال مغناطيسي مزدوجة.
اكتشاف المزيد من اشراق اون لاين
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.